قصة بوني وكلايد، أشهر ثنائي جريمة في القرن العشرين

بوني باركر وكلايد بارو هما ربما الثنائي الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة. بين عامي 1932 و 1934 ، في ذروة الكساد العظيم، سطا بوني وكلايد على العديد من البنوك والأعمال التجارية الصغيرة في وسط الولايات …

تحذير - قد تحتوي المقالة على مشاهد ونصوص مزعجة وحساسة، يرجى اخذ الحيطة.

بوني باركر وكلايد بارو هما ربما الثنائي الأشهر في تاريخ الولايات المتحدة. بين عامي 1932 و 1934 ، في ذروة الكساد العظيم، سطا بوني وكلايد على العديد من البنوك والأعمال التجارية الصغيرة في وسط الولايات المتحدة. كما قام هذان المجرمان بخطف بعض الضحايا وسرقتهم – وقتل أي شخص يقف في طريقهم. ويُعتقد من قِبل السلطات أنه قام هذان الزوجان بقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا.

جذبت جرائمهم انتباه وسائل الإعلام كثيرًا في ذلك الوقت، ليس فقط بسبب جرائمهم وقتلهم، ولكن أيضًا بسبب علاقتهم غير المفصولة. وزادت سُمعة بوني وكلايد فقط بعد أن أُطلقت على كلاً منهما رصاصة من قِبل رجال القانون في لويزيانا في 23 مايو 1934. وثبتت قصتهما من خلال الكتب والأفلام – خصوصًا فيلم بوني وكلايد لعام 1967.

ولكن العديد من الأشخاص الذين عرفوا بوني باركر كفتاة صغيرة تفاجئوا بالطريقة التي اختارتها. في مرحلتها المبكرة، كانت طالبة جيدة لديها حلم أن تصبح ممثلة يومًا ما. ولكنها قامت في نهاية المطاف بإختيار الشهرة بسوء السمعة، وقررت أخيرًا أن تعيش حياة الجريمة.

ما الذي دفعها للانضمام إلى كلايد في جرائمه المستمرة؟ ولماذا بدت وكأنها قبلت مصيرهم المحتوم؟ وكيف يمكننا فصل بوني نفسها عن بوني وكلايد الغير قابلَيْن للانفصال عن بعضهما؟

من هي بوني باركر قبل لقائها بكلايد بارو؟

بوني باركر

حياة بوني باركر قبل لقائها بكلايد بارو قد تلقت بالتأكيد اهتمامًا أقل من مغامراتها مع شريكها السيء الصيت في الجريمة.

ولدت في 1 أكتوبر 1910 في روينا، تكساس، لأبوين يدعى هنري وإيما باركر. تُوفِّى هنري عندما كانت بوني في سن الأربع سنوات، لذلك انتقلت إيما وبوني وإخوتها إلى بلدة صغيرة في وست دالاس ليسكنوا بالقرب من الأقارب.

وفقًا لسيرة ذاتية، كانت بوني طالبة جيدة ومهتمة بالشعر. بجانب الكتابة، حلمت أيضًا بأن تصبح ممثلة.

ولكن على الرغم من شهاداتها المشرفة في المدرسة، فإنها لم تكُن الطالبة المفضلة لدى معلماتها.

في كتاب “قصة بوني وكلايد الحقيقية” ، كتبت إيما باركر أن بوني “كانت دائمًا في مشكلة من نوع ما” في المدرسة و”مليئة بالحركة”.

تذكرت بيس، ابنة عم بوني، حادثة حيث قامت فتاتان بسرقة أقلام الرصاص التابعة لبوني. نظرًا لفقر عائلة باركر، لم تستسغهما بوني. بعد أن قبضت عليهما في يوم من الأيام، جذبتهما إلى مكان وضربتهما بقوة.

أثناء دراستها في المدرسة الثانوية، بدأت بوني علاقة مع زميل دراسة يدعى روي ثورنتون وتزوجته قبل أن تبلغ 16 عامًا. كما ذُكر في الكتاب: “كان عِشْقًا كاملاً وجعل قلبها ينبض به، وهكذا كانت تحُب روي لكن حبهما لم يدم طويلاً”.

بداية نهاية علاقتها بروي ثورنتون

دالاس في وقت الكساد

على الرغم من أن بوني باركر وروي ثورنتون استقروا قريبًا مع والدة بوني، إلا أن المشاكل ظهرت في وقت مبكر في علاقتهما.

بدأ روي يختفي دون سابق إنذار لفترات طويلة، مما اضطر بوني للحصول على وظيفة في مقهى ماركوس في دالاس لكسب لقمة العيش. هناك، كان لديها سمعة جيدة بسبب جهودها الكبيرة في العمل. كما شفقت على عدد من الرجال المشردين الذين يأتون إلى المطعم، وقامت بإطعامهم مجانًا.

في هذه الأثناء، استفز غياب روي بوني، كتبت بوني في مذكرتها: “مذكرتي، كل ليلة، أشعر بالإحباط التام، فأعلم أنه لا يُمْكِنُ أَنْ أَعِيشَ معه مجددًا”.

وفقًا لموقع HISTORY، تم سُجن روي في نهاية المطاف عام 1929 بتهمة السرقة، ولم يعود الزوجان المنفصلان مرة أخرى.

على الرغم من ذلك، لم تطلب بوني طلاقًا رسميًا من روي. في الواقع، عند وفاتها، كانت لا تزال تحمل وشمًا على فخذها عن حبهما.

بحلول نهاية عام 1929، أغلق مقهى ماركوس، لذلك لم يكن لدى بوني وظيفة ولا زوج. ومع ذلك، لم تظل عزباءً لفترة طويلة.

كيف التقت بوني باركر بكلايد بارو؟

في يناير 1930، قابلت بوني باركر في سن الـ19 كلايد بارو في منزل صديقة، حيث كانت تعتني بجروح صديقتها.

“حدث كل شيء بسهولة، كما تحدث الأشياء الهامة والمؤثرة في الحياة في أغلب الأحيان،” هكذا كتبت إيما باركر: “ظهر كلايد في منزل هذه الفتاة. وكانت بوني هناك، والتقوا.” وبحسب إيما، فإنهما أحبا بعض بجنون عند النظرة الأولى.

على الرغم من حقيقة أن لكلايد سجل جنائي سابق، إلا أن بوني وجدت نفسها مغرومة به بشكلٍ يائس، وانكسر قلبها عندما اعتُقِلَ مجددًا قليلًا بعد بدء رومانسية علاقتهم قام بسرقة سيارة.

“عزيزى، أشعُرُ [بالحزن] الشديد حتى الموت،” كتبت بوني لكلايد في فبراير 1930 وهو يقضي عقوبة في السجن. قريبًا بعد إطلاق سراح كلايد في عام 1932، انضمت باركر إليه في سلسلة جديدة من الجرائم إلى جانب بقية عصابة بارو. ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى أثاروا الذعر في العديد من المؤسسات التجارية في ولايات مثل تكساس وأوكلاهوما وميزوري.

لماذا انضمت بوني باركر إلى عصابة كلايد؟

لم تترك بوني نفسها أي رسائل أو مدخلات يومية لشرح قرارها الأكثر أهمية، وتبقى هذه التساؤلات مع من حولها. كانت والدتها، إيما باركر، محتارة خصوصًا، حيث يبدو أن بوني سبق وشجَّعتُ كلايد على الابتعاد عن المشاكل.

ربما كانت بوني تشعر بالملل من حياتها السابقة كنادلة وترغب في السعي وراء تجربة جديدة مثيرة. قد تكون ظنَّتْ أن الانضمام إلى منظمة إجرامية سيكون مثيرًا. أو ربما قرَّرَتْ ببساطة الانضمام إلى كلاود لإظهار إخلاصِهَا وحبها له.

على ما يبدو، كانت بوني باركر جديدة تمامًا في عالم الجريمة، وفقًا لجمعية تاريخ ولاية تكساس. في مارس 1932، تم احتجازها لفترة قصيرة بعد سطو فاشل. على الرغم من أنها لم تظل وراء القضبان طويلًا، إلا أنها شعرت بالملل حتى عادت إلى فن كانت قد تفوَّقَ فيه سابقًا في المدرسة: وهو الشعر.

أحد أشهر أعمال بوني هو “نهاية المطاف” التي يبدو أنها تنبأت بشكل غريب بهذا المصير المروِّع مع كلايدكتبت: “سيذهبون معًا في يوم من الأيام / وسيلقَّوْن حتفهم جنبًا إلى جنب / سيحزن القليل / وللقانون راحة / لكن هذه نهاية بوني وكلايد.”

كما كتبت عن “الانتحار”، التي تحكي قصة فتاة بريئة تُغرَى إلى حياة الجريمة من قِبل صديقها، بدلاً من “بوني”، استخدمت هنا اسم بو.

ولكن إذا كانت تشعر بالتردد في حياتها الجديدة كمجرمة، فلم تسمح لذلك أن يوقفها عن الانضمام مجددًا إلى كلايد وعصابته بعد الإفراج عنها من السجن. من هناك، قام الثنائي بسرقة البنوك ومحلات البقالة ومحطات الوقود والأعمال التجارية الصغيرة في وسط الولايات المتحدة.

كان يُعَتَّقَد أيضًا أنهم مسؤولون عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا، بما في ذلك أفراد من قوى الأمن. كانت بوني شريكًا في جميع تلك الجرائم تقريبًا، ولكن من غير المؤكَّد ما إذا قامت شخصيًّا بقتل أحدهم.

أفعال هذا الثنائي المجرِّم، بالإضافة إلى علاقتهِم المستمرة، جعلتهُم مشهوريْن في جميع أنحاء أمريكا في القرن العشرين المبكَّر. وقد رفعت التغطية الإعلامية لهذا الثنائي شهرتَهُم بشكلٍ كبير، حيث وصفتهُم الصحف كلايد بأنَّه “سفاح تكساس المشهور والقاتل” وبوني بأنَّها “شريكته المدخِّنة للسجائر”.

كيف تم القاء القبض على بوني باركر وكلايد بارو؟

في المجمل، قضى بوني وكلايد حوالي سنتين في الهروب قبل أن يُطلَق على كلاً منهما رصاصة من قِبل ستة رجال شرطة في مدينة ريفية في لويزيانا في 23 مايو 1934. أطلق أعضاء الفرقة نحو 130 طلقة نارية على سيارة فورد V8 المسروقة التابعة للثنائي، مما أصاب بوني على الأقل 26 طلقة وكلاود على الأقل 17 طلقة.

بعد وفاة الثنائي، كان على الشرطة محاربة الذين حاولوا سرقة مقتنيات من مكان الحادث، مثل قطع من فستان بوني المغمور بالدماء. رُبَّمَا كان هذا إشارة مروِّعَةً إلى أن هذا الثُّنائِى المشؤوم سيرافق ذاكرة المجتمع الأميركي لفترة طويلة بعد رحيله.

في الوقت نفسه، يعتقد آخرون أن شعر بوني ساهم في تأكيد سلسلة جرائم الثنائي وعلاقتهما كأسطورة. فبالنهاية، كان من المعروف أن بوني كانت كاتبة موهوبة، وقد ساعدت في تجميل علاقتها مع كلايد على الرغم من توقُّعها لمصيرهم المحتوم.

ومن المثير للاهتمام، يشير البعض إلى أن كلايد لن يصل إلى درجة من الإجرام التي بلغها لولا وجود بوني إلى جانبه.

قال الكاتب جون تيرني: “كانت بوني باركر شخصية فريدة: صورتها كأنثى جميلة مع رشاش آلِى اختارَتْ الموت مع الرجل الذى أحبّت كان بالتأكيد يعني الكثير لكلايد، كما لو أن مايد ماريان قاتلت بالقوس والسهم بجانب هود”.

المصدر: موقع تاريخ دالاس الحرب العالمية الثانية

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
اظهر جميع التعليقات
0
ما رأيك بهذه المقالة؟ شاركنا رأيكx
()
x