في عيد الهالوين عام 2006، تعرضت نيكي كاتسوراس البالغة من العمر 18 عامًا لحادث سيارة بسيارة بورش 911 كاريرا لوالدها، وهي تقود بسرعة تزيد عن 100 ميل في الساعة. أثناء محاولتها الإستدارة إلى جهة أخرى، اصطدمت بسيارة أخرى، فقدت السيطرة على سيارتها، ثم انحرفت فوق حاجز الطريق السريع عبر المسارات المرورية واصطدمت.
عندما وصلت الشرطة بعد دقائق، وجدوا جثة كاتسوراس لا تزال مربوطة بمقعد السائق. ومع ذلك، لم يعد رأسها مرتبطًا به. كان الحطام والمشهد قاسيين للغاية لدرجة أن الطبيب الشرعي لم يسمح لوالدي كاتسوراس بالتعرف على جسدها ، ولكن لسوء الحظ ، لم يسلم الزوجان من رؤية المشهد المروع.
وجدت صور وفاة نيكي كاتسوراس طريقها إلى الإنترنت بطريقة ما، وانتشرت بسرعة. وبدأت الصفحات تتناقل وتنشر صور حادثها المروع. تلقى والدا كاتسوراس رسائل بريد إلكتروني لا حصر لها من الصور. لم يكن هناك هروب من صدماتهم.
اليكم قصة وفاة نيكي كاتسوراس والجدل المحيط بتسريب صور حادثها المميت.
من هي نيكي كاتسوراس؟
ولدت نيكول “نيكي” كاتسوراس في 4 مارس 1988 في مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا. في سن الـ18، كانت طالبة جامعية مقيمة في منزل والديها. كانت خجولة ومبدعة، تدرس التصوير الفوتوغرافي وتعمل مع الأطفال في التعليم الخاص، وفقًا لتقرير من Patch.
ومع ذلك، وفقًا لـ Newsweek، لم تكن حياة عائلة كاتسوراس مثالية تمامًا كما يبدو من الخارج.
عندما كانت نيكي في الثامنة من عمرها، اكتشف الأطباء وجود ورم في دماغها لم يعتقدوا في البداية أنها ستنجو منه. وعلى الرغم من أن الورم كان حميدًا، إلا أن العلاج الإشعاعي الكثيف الذي خضعت له نيكي ترك آثارًا دائمة على الفتاة الصغيرة. حذرها الأطباء من أنه قد تظهر آثار جانبية في يوم من الأيام قد تؤثر على سيطرتها على الاندفاع والتحكم. وقد حذروا والديها، كريستوس وليسلي، من أن تلك الآثار قد تظهر في وقت ما.
الحادث المأساوي الذي أدى إلى تسميتها بفتاة البورش
في صيف عام 2005، بدأت نيكي استخدام الكوكايين وخضعت للعناية في المستشفى بعد أن كانت في حالة من الذهان الناتج عن المخدرات. يعزو والديها هذا السوء في التحكم بالسلوك إلى العلاج الشعاعي الذي خضعت له. ولكن ذلك لم يوقف استخدامها للكوكايين.
في 30 أكتوبر 2006، قبل يوم واحد من الحادث القاتل، استخدمت نيكي كاتسوراس الكوكايين مرة أخرى.
فكر كريستوس وليسلي في اخذ ابنتهما الى المستشفى، لكنهما وافقا على أخذها إلى طبيب نفساني في اليوم التالي، طبيب متخصص في اضطرابات الدماغ. ثم ناموا جميعًا، وفي اليوم التالي، في عيد الهالوين، تناولوا الغداء معًا.
غادر كريستوس للعمل بعد وقت قصير. وأثناء وداعه لعائلته، ابتسمت نيكي له من الكنبة ورفعت علامة السلام له. كان كل شيء يبدو طبيعي.
ومع ذلك، بعد حوالي عشر دقائق، رأت ليسلي سيارة بورش كاريرا الثمينة لزوجها تخرج من المدخل وتسرع بعيدًا. نيكي كانت خلف المقود. كانت المراهقة غير معتادة على أن تفعل شيئًا بهذا القدر من اللاحتراز. في الواقع، لم يُسمح لنيكي حتى بقيادة البورش من قبل.
اتصلت ليسلي بزوجها لإبلاغه بما فعلته ابنتهما. وقام هو على الفور بالعودة بسيارته واتصل بالرقم 911. وضعوه على الانتظار، وشاهد كريستوس سيارتي شرطة تمران به بسرعة على الطريق. عاد الشرطي إلى الخط وأبلغ كريستوس أنه تم وقوع حادث.
أخبرت الشرطة كريستوس وليزلي في وقت لاحق أن ابنتهما كانت تسرع على طول الطريق السريع بسرعة تزيد عن 100 ميل في الساعة عندما حاولت تبديل المسارات وتجاوز سيارة أخرى. دفعها الاصطدام إلى الخروج عن السيطرة على الوسيط ، عبر ممرات المرور ، ورُميت بعيدًا من شدة الحادث إلى محطة مهجورة. حيث كانت السيارة مكدسة بالكامل تقريبًا على نفسها. كشف تشريح الجثة أن نيكي كانت تحت تأثير الكوكايين.
لكن كابوس كاتسورا كان في بدايته.
كيف انتشرت صور الحادث عبر الأنترنت؟
كما هو البروتوكول، التقطت دورية الطرق السريعة في كاليفورنيا صورًا للحادث. كانت المذبحة مروعة لدرجة أن ليسلي وكريستوس لم يُسمح لهما بالتعرف على جثة ابنتهما – فقد انفصل رأسها عن جسدها وتشوه بالكامل.
لسوء الحظ، سرعان ما شاهدت عائلة Catsourases الحادث بتفاصيل كاملة عندما بدأت صور ابنتهم الميتة المشوهة بالظهور في جميع أنحاء الإنترنت.
وفقًا لـ ABC News ، سرعان ما بدأ الزوجان في تلقي رسائل بريد إلكتروني مجهولة ونصوص تحتوي على صور لحادث نيكي. انتشرت في جميع أنحاء الإنترنت ، وظهروا في كل شيء من موقع MySpace إلى المواقع والمنتديات الإباحية المخصصة لصور الموتى. امتلأت أقسام التعليقات بعبارات قاسية مثل “تلك الفتاة الغنية المدللة تستحق ذلك” و “يا لها من مضيعة لسيارة بورش”.
اضطرت ليزلي للتوقف عن التحقق من بريدها الإلكتروني ، ومنع الزوجان بناتهما الثلاث الأخريات من استخدام الإنترنت. تم إخراج دانييل شقيقة نيكي البالغة من العمر 16 عامًا من المدرسة لأنها تلقت تهديدات بعرض الصور.
“كانت هناك تهديدات بوضع الصور على خزانة ابنتي”، قالت دانييل. “أتذكرها بشكل رائع، لا أريد أن أرى الصور وأن تظل تلك الصورة عالقة في رأسي”.
ولكن كيف وصلت الصور إلى الإنترنت في المقام الأول؟
وفقًا لمحامي عائلة كاتسوراس، كيث بريمر، “أحد الضباط أرسل بعض الصور عبر البريد الإلكتروني إلى عامل الاتصالات، ومن ثم أرسلها العامل الى خارج إدارة الشرطة. ثم من هناك، وبدأت هذه الصور تأخذ حياة خاصة بها وزادت زخمًا وانتشرت بشكل كبير”.
المعركة القضائية مع دوريات الطرق السريعة في كاليفورنيا
حاولت عائلة كاتسوراس بقدر ما استطاعت إزالة الصور من المواقع التي تم نشرها فيها. قاموا بإصدار العديد من أوامر التوقف والامتناع، واتصلوا مباشرة بأصحاب المواقع، وحاولوا استخدام تقنيات البرمجة المتقدمة لجعل الصور أكثر صعوبة في العثور عليها عبر غوغل. ولكن لم ينجح أي من ذلك.
فالأمر يتعلق بالإنترنت، وبمجرد نشر الصور، فإنها لن تختفي أبدًا.
أعلنت شرطة الطرق السريعة في كاليفورنيا لاحقًا عن أسماء الموظفين الذين قاموا بتسريب الصور، وهما توماس أودونيل وآرون رايش. قام محامي رايش بالدفاع بأن الموظف قام بإرسال الصور للأقارب والأصدقاء كقصة تحذيرية لتوعيتهم بخطورة القيادة المتهورة، ولكن هذه المعلومات لم تخفف من ألم عائلة كاتسوراس.
في النهاية، قامت العائلة بمقاضاة شرطة الطرق السريعة في كاليفورنيا بتهم الإهمال وانتهاك الخصوصية وتسبب الأذى النفسي. ووفقًا لتقرير صحيفة لوس أنجلوس تايمز، تم التوصل إلى تسوية بين شرطة الطرق السريعة والعائلة، حيث دفعت لهم تعويضًا قدره حوالي 2.37 مليون دولار وأصدرت البيان التالي:
“لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يعوض عن الألم الذي تعانيه عائلة كاتسوراس. لقد توصلنا إلى تسوية مع العائلة لتجنب تكاليف الدعوى القضائية المستمرة والمحاكمة أمام هيئة محلفين. نأمل أنه بعد حل هذه القضية القانونية، تتمكن العائلة من الحصول على بعض السلام”.
في النهاية، علمت عائلة كاتسوراس أنها لن تتمكن أبدًا من إزالة الصور بالكامل من الإنترنت، لكنها عبّرت عن أملها في أن مشاركة قصتها يمكن أن تساعد العائلات الأخرى التي تجد نفسها في حالات مشابهة من الظروف المروعة.
“أشعر وكأنه لم يدرك أحد حقًا أنها كانت إنسانة، وبطريقة مريضة استمتعوا بتلك الصور”، وفقًا لما قالته دانييل، وفقًا لشبكة ABC News. “ومن المحزن حقًا أن شخصًا ما يشعر بالحاجة إلى نشرها والاستمرار في إيذاء الآخرين بها”.
المصدر: مكتب تحقيقات شرطة كاليفورنيا