كارل بانزرام، القاتل المختل الذي كان يتوق لكرسي الموت!

عندما كان على وشك الموت في نهاية حياته، اعترف القاتل المتسلسل الأمريكي كارل بانزرام بارتكابه 21 جريمة قتل وأكثر من 1000 اعتداء جنسي قساوة وآلاف السطو والحرائق، ومع ذلك، لم يبد أدنى ندم على أفعاله. …

تحذير - قد تحتوي المقالة على مشاهد ونصوص مزعجة وحساسة، يرجى اخذ الحيطة.

عندما كان على وشك الموت في نهاية حياته، اعترف القاتل المتسلسل الأمريكي كارل بانزرام بارتكابه 21 جريمة قتل وأكثر من 1000 اعتداء جنسي قساوة وآلاف السطو والحرائق، ومع ذلك، لم يبد أدنى ندم على أفعاله. ليقول بكلماته الخاصة: “لا أشعر بأي ندم على كل تلك الأفعال”.

خلال ثلاثة عقود تقريبًا قبل تنفيذ حكم الإعدام عام 1930، ارتكب تشارلز “كارل” بانزرام أعمالًا عنيفة دون أدنى تردد. حتى خلف القضبان، لم يتوقَّف عن إثارة الذعر في زملائه في السجن. عندما توجه إلى السجن قبيل إعدامه، أكَّد لحارس السجن أنه يقتل الناس لمجرد أنهم أزعجوه، وهذا ما حدث فعليًا.

لكن قبل أن تقرر السلطات إعدام بانزرام، قام بإطلاق واحدة من أكثر مسيرات الجرائم رعبًا في التاريخ الحديث.

السنوات المضطربة الأوائل لحياة كارل بانزرام

غالبًا ما يُلقى على عاتق علماء الجريمة اللوم على سلوك كارل بانزرام الوحشي على طبيعته المضطربة، حيث كان يتعرض باستمرار لإهمال شديد وسوء المعاملة الشديدة.

ولد بانزرام في مينيسوتا لأبوين مهاجرين من بروسيا الشرقية في 28 يونيو 1891. تخلى والده عن الأسرة عندما كان بانزرام صغيرًا جدًا. في سن الثانية عشر، ارتكب أول سرقة له من محل قريب على منطقته حيث قام بسرقة كيك، تفاحة، ورشاشة.

أدت جريمته الأولى إلى إحالته إلى مدرسة تأديبية في ولاية مينيسوتا، حيث تعرض للضّرب والاغتصاب والتعذيب من قبل كادر المدرسة، تمّ إطلاق سراحه من المدرسة في سن المراهقة، وبعدها بوقت قصير، هرب من المنزل.

انتقل بانزرام بعد ذلك من مكان إلى آخر عبر القفز على قطارات. وفي أحد رحلاته في عربة القطار، تعرض لاغتصاب جماعي على يدي مجموعة من “الهوبو”، وفقًا لشبكة Discovery of Investigation. صدمه هذا الحادث حتى النخاع. وفيما بعد صرّح أنه جعله “ولدًا حزينًا ومريضًا، لكنه أصبح أكثر قوة ووحشية” – سيبدأ قريبًا في اغتصاب الآخرين بشكل وحشي.

وفي الوقت نفسه، استمر في القفز على عربات القطارات وحرق المباني وسرقة الأشخاص الأبرياء الذين يصادفهم خلال رحلاته. في الواقع، كانت سرقاته هي التي دفعته للوقوع في المشاكل مرة أخرى في عام 1908.

تم إدانته وإرساله إلى ثكنات التأديب الأمريكية في فورت ليفنورث بولاية كانساس. من تجربته في تلك المؤسسة التدريبية، قال: “كنت فاسد جدًا قبل أن أذهب إلى هناك، ولكن عندما غادرت من هناك، تم طردي ومحو كل ما كان جيدًا في داخلي”.

بمجرد الإفراج عنه، عاد بانزرام إلى سلوكياته السيئة وأصبح تدريجيًا مجرمًا أكثر عُنْفًا حيث اعتدى واغتصب الكثير من ضحايا. تم اعتقاله وحُكم عليه في العديد من المرات بتهم مختلفة – خاصة السرقة.

تصاعد جرائم بانزرام الوحشية

لم تتضح مدى وحشية جرائم كارل بانزارام بالكامل حتى سنوات بعد وفاته.

في عام 1915، حُكم على كارل بانزرام بالسجن لمدة سبع سنوات في سجن ولاية أوريغون. مرة أخرى، تم القبض عليه وهو يسرق.

كانت الحياة في سجن ولاية أوريغون صعبة. لم يكن الحراس يحبون بانزرام (ربما لأنه رفض التعاون مع السلطات) وجعلوا حياته جحيمًا حقيقيًا، وفقًا لـ truTV. قاموا بضربه، وشنقه من الأعمدة، ووضعه في زنزانة انفرادية. أثناء فترة احتجازه في الزنزانة الانفرادية، لم يتناول بانزارام شيئًا آخر غير الصراصير.

خلال عامه الأول في سجن ولاية أوريغون، ساعد بانزرام أحد المساجين – أوتو هوكر – على الهروب من المؤسسة. أثناء فرار هوكر، قتل مدير السجن، مما جعل بانزرام شريكًا في هذه الجريمة – وهي أول مشاركة معروفة له في قضية قتل.

قرر بانزارام ألا يبقى في السجن كذلك. في عام 1917، هرب ولكن تم القبض عليه وإعادته إلى السجن. دون أن يُثْنَى بفشله، هرب بانزارام مرة أخرى في عام 1918. وبعد عامين فقط، قام بسلسلة قتل فظيعة في ساحل الشرق.

في عام 1920، سرق بانزارام ما يكفي من المال لشراء يخت – بفضل سرقة ناجحة بشكل غير عادية لمنزل الرئيس الأسبق ويليام هوارد تفت – وأطلق على قاربه اسم “أكيسكا”. في نفس العام، بدأ بانزرام جذب الجنود الأمريكيين في نيويورك إلى يخته، حيث اغتصبهم وقتلهم وألقى جثثهم في المحيط الأطلسي.

زعم في وقت لاحق أنه قد قتل 10 رجال بتلك الطريقة.

غرق الأكيسكا في النهاية، وقرر بانزرام التوجه نحو أفريقيا. اختبأ على متن سفينة ونزل في أنغولا، حيث اغتصب وقتل صبيًا صغيرًا. ووفقًا لكتاب الطبيب النفساني هيلين موريسون “حياتي بين قتلة المتسلسلين” ، كتب بانزرام في وقت لاحق عن تلك الحادثة المروعة: “دماغه كان يخرج من أذنيه عندما تركته ”.

ولكن بانزرام لم يكتفِ بعمل جريمة واحدة فقط في أنغولا. أراد المزيد من الموت، والمزيد من الدمار، والمزيد من الدماء. بعد بضعة أيام، قتل ستة مشرفو محلَّ يستعدوْن لأخذه في رحلة صيد. كما صاغ الحادثة: ” التمسايح ابتعلت جثثهم لاحقًا بشهية”.

بعد حوالي عام، شعر كارل بانزرام بالملل من العيش في أفريقيا وقرر المضي قدمًا. كانت وجهته التالية لشبونة. ومع ذلك، تبيّن أن الشرطة تبحث عن بانزرام في البرتغال، حيث كانوا على علم بجرائمه في أفريقيا. شعورًا بالحصار، قرر بانزارام العودة إلى أمريكا.

كيف تم القاء القبض على كارل بانزرام؟

أن سرقة كارل بانزارام هي التي أدت إلى سقوطه.

في أمريكا، استمر بانزرام في اغتصاب الرجال والأولاد وقتلهم. كان قوياً بما يكفي للسيطرة على معظم ضحاياه. وعلى الرغم من أن بانزرام كان قاتلاً ماهرًا بشكل مخيف، إلا أنه لم يكن سارقًا جيدًا.

في عام 1928، تم اعتقاله مرة أخرى بتهمة السطو وأُرسل إلى سجن ليفنورث الفدرالي. لكن هذه لم تكن الجريمة الوحيدة التي سوف يعاقب عليها خلال فترته في السجن. بعد أن اعترف بقتل طفلَيْن صغيرَيْن، حكم على كارل بانزرام بالسجن لمدة 25 عامًا.

كارل بانزرام يكره السجون، وخاصةً سجن ليفنورث الفدرالي. حاول الهروب، لكنه لم ينجح. قبض عليه الحراس وضربوه حتى فقد وعيه. بعد عام، قتل بانزرام رئيس غسيل الملابس بضربه حتى الموت بعصا حديدية. كان هذا هو الجرم الذي صدر في حقه حكم الإعدام.

كان حكم الإعدام يشبه تقريبًا حُلمًا يتحقق لكارل بانزرام. كما وصف ذلك مرة: “أتطلع إلى أن أجلس على كرسي كهربائي أو أتراقص في نهاية حبل تمامًا كما يفعل بعض الأشخاص في ليلة زفافهم”، عندما حاول نشطاء حقوق الإنسان التدخل نيابةً عنه وإيقاف تنفيذ حكم إعدامه، احتقرهم وتمنى علانية أن يستطيع قتلهم جميعًا.

بطريقة ما، تمكن بانزرام من صناعة صداقة واحدة أثناء فترة انتظار إعدامه. شعر حارس يُدعى هنري ليسير بالشفقة على بانزرام وأعطاه دولارًا لشراء السجائرن بعدها بوقت قصير، أصبح الاثنان أصدقاء.

ثم بدأ ليسر في إعطاء بانزرام مواد كتابة وحثه على كتابة قصة حياته قبل أن يموت. وقام بانزرام بذلك بلا توفير لأدق تفاصيل جرائمه المروعة. في النهاية، نشر ليسر كتاب بانزرام في “بانزارام: مذكرات قاتل”، على الرغم من أن ذلك لم يحدث إلا في عام 1970. كانت رواية القاتل التفصيلية عن جرائمه صادمة جدًا للكثيرين.

كان لكارل بانزرام سنة واحدة فقط لكتابة قصة حياته حيث تم إعدامه شنقًا في 5 سبتمبر 1930. كان عمره 39 عامًا في وقت وفاته، وكان من الصعب أن يشعر أي شخص – باستثناء ليسر ربما – بالحزن على رحيله.

المصدر: موقع تاريخ أمريكا في القرن الماضي

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
اظهر جميع التعليقات
0
ما رأيك بهذه المقالة؟ شاركنا رأيكx
()
x