نيلما كوداما, المتداولة السرية المشهورة بتجارة الفوركس، لفتت انتباه الجمهور بقصتها مؤخرًا عن النشاط الإجرامي والثروة والسعي خلف العظمة والشهرة في الفيلم الوثائقي الجديد نيلما كوداما: ملكة المال القذر والذي يتضمن قصتها مع بعض التأويل والإضافات لجعله مشوق ومسلي للجمهور.
حتى تاريخ كتابة هذا النص، حصلت كوداما على أكثر من 6,000 متابع على انستغرام. لقد أثارت حياتها اهتمام الناس الذين يسعون إلى اكتشاف المزيد عن شهرتها المفاجئة، ووقتها في السجن، وسعيهم لكشف حقيقة تاريخها الإجرامي. كما أن جاذبية اللصوص قد ازدادت مع طرح مسلسل لاكاسا دي بابيل وزيادة انتاج المسلسلات والأفلام عن اللصوص التي أظهرتهم بمظهر جذاب وذكي وهم بعيدين كل البعد عن هذا.
اقرأ ايضًا: ما هو سبب هوسنا بالجرائم الحقيقية والقتلة المتسلسلين؟
نيلما كوداما من شخص ذو سوابق إلى عصابات المخدرات العالمية
نيلما كوداما، الملقبة بـ “ملكة المال القذر”، انتقلت من عالم الجريمة الصغيرة إلى رئيسة عصابة دولية من خلال مشاركتها في أنشطة غير قانونية متعددة.
ولدت في عام 1966 في البرازيل، بدأت كوداما رحلتها الإجرامية كتاجرة عملة غير شرعية، ويُشار إليها في البرازيل بـ “دوليرو”. في شبابها، لم تظهر العديد من علامات على ميولها للمسار الإجرامي الذي ستسلكه لاحقًا، لكنها أنجذبت إلى إمكانية تحصيل المال السريع في عالم الشبكات المالية غير القانونية.
أصبحت كوداما معروفة في عام 2006 بعد ربط الشركة المصرفية التي كانت تعمل بها بتحقيق رئيسي يتعلق بغسيل الأموال من خلال صالات البنجو.
في وقت لاحق، شاركت في فضيحة لافا جاتو الشهيرة في البرازيل، التي كشفت عن فساد واسع النطاق في شركة النفط التي تملكها الدولة بتروبراس. في هذه الحالة، حيث كان المسؤولون في شركة بتروبراس يسجلون مبالغ ضخمة مقابل عقود بناء مبالغ في قيمتها، وبالتالي يحولون المال الفائض لأرصدتهم تماما مثلما يحدث في بعض الدول العربية.
خلال وقتها كمجرمة، استطاعت كوداما بمهارتها في التنقل خلال شبكات إجرامية معقدة وجاهزيتها لاتخاذ مخاطر محسوبة من خلال إقامة شبكة واسعة من الاتصالات والشركاء.
كما أن مشاركتها في شبكة تهريب المخدرات على نطاق عالمي، خصوصًا مع كبرى منظمات الإجرام في البرازيل، شرّعت من مكانتها كوجود قوي في تجارة المخدرات على المستوى العالمي.
كان تأثير الإمبراطورية الإجرامية لنيلما كوداما واسعًا ومدمرًا. فبسبب مشاركتها في أنشطة إجرامية متعددة أدى هذا إلى تصادمها المتكرر مع الشرطة، مما أدى في النهاية إلى اعتقالها ومواجهتها بتهم متعددة.
في عام 2014، تم القبض على كوداما في مطار ساو باولو الدولي جوارولوس وهي تحمل 200,000 يورو مخبأة في ملابسها الداخلية، حيث كانت تحاول الهروب إلى إيطاليا خلال تحقيق لافا جاتو.
في وقت لاحق، حصلت على عقوبة سجن تستمر 18 عامًا بتهم الفساد والعمليات غير القانونية لصرف العملات الأجنبية والانتماء إلى منظمات إجرامية. ومع ذلك، تم تقليص عقوبتها بفضل اتفاق تعاون وعفو من الرئيس آنذاك ميشيل تيمير عام 2017.
حتى بعد الإفراج المبكر عنها، ظلت كوداما مشغولة بسلوكيات إجرامية. تم التحقيق معها في عام 2018 لارتدائها مجوهرات مسروقة من قصر في ساو باولو، وقامت بتحميل فيديو في عام 2019 يظهر كيفية خلع سوار تعقب إلكتروني من كاحلها.
تم اعتقالها في عام 2021 للمرة الأخيرة، حيث تم القبض عليها في فندق فخم في لشبونة، البرتغال، كجزء من عملية كمين، استهدفت شبكة إجرامية كانت تهرب الكوكايين إلى البرتغال داخل طائرات خاصة. بدأت منظمة كوداما الإجرامية في التفكك، وبدأ أعوانها في خيانتها.
تم الإفراج المشروط عنها مؤخرًا في 2024 وقد قامت نتفليكس بالتعاقد معها لعمل الوثائقي عن حياتها.
المصدر: ذا صن، سبورت سكيدا، نتفليكس