حتى بالنسبة لأولئك الذين يعرفون جيدًا الجرائم الحقيقية ومدى تنوع رداءة البشرية، توجد بعض القصص التي تتحدى الإيمان والعقلانية. هذا هو الحال مع “فتاة القبو”، إليزابيث فريتزل، التي عانت بصورة تفوق قدرة معظمنا على فهمها.
في أبريل 26، 2008، شهدت إليزابيث فريتزل ضوء النهار للمرة الأولى بعد 24 عامًا، أصيبت ابنتها كيرستين البالغة من العمر 19 عامًا بمرض واحتاجت إلى رعاية طبية. فأبوها، يوزف فريتزل، وافق عن غير رغبة وأطلق سراح كيرستين من قبو منزل العائلة في يبسستراسي 40 في أمشتيتن، النمسا. وبعد فترة قصيرة، أطلق سراح إليزابيث أيضًا.
ولكن بالنسبة لبقية العالم، اختفت إليزابيث في عام 1984 عندما كانت تبلغ من العمر 18 عامًا. قال والدها إنها هربت وانضمت إلى طائفة. في الواقع، احتجزها في قبو منزل العائلة ذو الجدران الترابية، واعترف في حوار مع “The Independent” بأنه اغتصبها “على الأقل 3000 مرة”. وأنجبت إليزابيث سبعة أطفال منه. توفي أحدهم بعد ولادته بوقت قصير، وعاش اثنان في القبو مع والدتهما (كيرستين وستيفان)، والآخرون عاشوا فوق مع يوزف وزوجته روزماري. ومع ذلك، يبدو أن لا أحد كان يعلم ما يحدث تحت الأرض.
حاليًا، وفقًا لتقرير The Sun، يعيش يوزف حيًا ويقضي فترة حكمه في وحدة للمجرمين المختلين في سجن كريمس-شتاين في النمسا. أما إليزابيث، فقد انتقلت هي وأطفالها إلى قرية نمساوية سرية تُعرف فقط باسم “قرية إكس”.
انتقالها للعيش في قرية نمساوية سرية
تحترم هذه المقالة بشكل كبير الناجين من أعمال يوزف فريتزل اللا إنسانية، ولذلك لا تحاول الكشف عن مزيد من المعلومات حول أحوال إليزابيث فريتزل بخلاف ما اختارت مناقشته بمبادرتها مع وسائل الإعلام وما اختارته السلطات للكشف عنه.
وفقًا لتقرير من مجلة Mirror في عام 2009، انتقلت إليزابيث وستة من أطفالها الناجين إلى مجتمع صغير في الريف النمساوي يضم حوالي 22,000 نسمة في غضون عام تقريبًا من استعادتهم حريتهم. كان للمنزل سياج فولاذي حوله، وبوابة تعمل بنظام تحكم متطور، وكاميرات في الممتلكات، وأشجار تحجب النوافذ. قضت العائلة وقتًا في المنزل والمستشفى، حيث خضعوا للعلاج والعلاج النفسي. السكان المحليين يعرفوا تاريخ العائلة، ولكنهم احترموا خصوصيتهم ودعوهم يعيشون في سلام. ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن هذه المعلومات تعود إلى عندما تم نشر هذه القصة لأول مرة.
اقرأ ايضًا: جوزيف فريتزل، قصة الأب الذي كان أسوء من أي مجرم سادي
عشر سنوات فيما بعد، بقيت بعض الأمور كما هي. وفقًا لمقالة من مجلة Mirror في عام 2019، تصف العائلة استمرارها في العيش معًا في نفس المنزل المكون من طابقين والذي كان “مصبوغًا بألوان زاهية”. حافظوا على أبواب غرف نومهم مفتوحة بشكل دائم وخضعوا للعلاج كل أسبوع. كانت هناك حراسة أمنية تجوب حول المنزل، ويستطيع نظام المراقبة إبلاغ الشرطة بالواقعة في غضون دقائق. نعلم أنه تم إعطاء إليزابيث اسمًا جديدًا بعد محاكمتها لحمايتها وتعافيها الشخصي. وبحسب عام 2024، تتراوح أعمار أطفالها بين 20 و 34 عامًا، وإليزابيث نفسها – التي كانت مسجونة في عمر 18 إلى اطلاق سراحها بعمر 42 – تكون في حوالي 57 عامًا الان.
إيجادها شريك حياة
إن أبناء إليزابيث فريتزل، كيرستين وستيفان، واجهوا أصعب التحديات في التكيف مع الحياة خارج أسر القبو، حيث لم يغادروا أبدًا حدودها. وبحسب جميع الروايات، بذلت إليزابيث قصارى جهدها لإعطائهم نوعًا من التعليم الأساسي أثناء احتجازهم. ومع ذلك، بعد الإفراج عن العائلة في عام 2008، تقول مجلة Mirror إن كيرستين وستيفان تعرضا لكوابيس وأزمات الهلع واضطرابات الوسواس القهري (OCD). أما ثلاثة من الأطفال الآخرين – ليزا ومونيكا وألكساندر، الذين عاشوا فوق مع يوزف وروزماري – فقد ذهبوا إلى المدارس العادية في ذلك الوقت. أما الأصغر، فليكس، الذي كان في سن ما قبل المدرسة، كان عليه ارتداء نظارات شمسية للتكيف مع الضوء الطبيعي. كما يعاني جميع الأطفال من مشاكل في جهاز المناعة.
ومع ذلك، في عام 2019 وصفت مجلة Mirror أطفال إليزابيث بأنهم يقومون بأشياء حياتية عادية مثل التسوق، اجتياز اختبارات القيادة، ولعب ألعاب بلاي ستيشن. وتقول ذا صن أن إليزابيث وقعت في حب حارسها، توماس فاغنر، في عام 2019. كانت في سن 52 آنذاك، وكان عمره 29 عامًا. انتقل فاغنر للعيش مع العائلة، ولا يزال الاثنان سعداء معًا. وحول علاقتهم والحياة الحالية لإليزابيث بشكل عام، قال طبيب نفساني رعى إليزابيث: “هذا دليل حي على أن الحب هو أقوى قوة في العالم. بموافقة أطبائها، قد توقفت عن العلاجات النفسية بينما تواصل حياتها – تعلم القيادة، مساعدة أطفالها في واجباتهم المدرسية، وتكوين صداقات مع سكان منطقتها”.
المصدر: صحيفة ميرر