في 18 يوليو 2007، اختفت باربرا بوليك، البالغة من العمر 55 عامًا، دون أثر من نقطة مراقبة بير كريك، المنطقة التي لطالما تسلقت ومارست فيها الرياضة. كان برفقتها في ذلك اليوم ضيف يُدعى جيم، الذي أخبر السلطات لاحقًا أنها اختفت بهدوء عندما نظر بعيدًا لفترة وجيزة. لم يتم العثور على أي أثر لباربرا أو أي دليل على ما حدث لها.
لكن كيف ولماذا اختفت باربرا فجأة من مسار كانت قد تسلقت فيه مرات لا تحصى، سواء بمفردها أو مع الآخرين؟ كان المسار مكونًا من صخور مختلفة الاحجام، مما يجعل السقوط او الخطف بصمت أمرًا صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا.
ما الذي حدث لباربرا بوليك؟
التقت باربرا أسانتا بكارل بوليك، الرجل الذي سيصبح زوجها، في نيو جيرسي بينما كان لا يزال في سلاح الجو. وقد عمل لاحقًا في بنك JPMorgan Chase في مدينة نيويورك.
بعد تقاعدهما، انتقل الزوجان إلى كورفاليس، مونتانا، في عام 2001. كان كارل من مواليد مونتانا، لكن زوجته لم تعش هناك من قبل. ومع ذلك، أصبحت باربرا، وهي متجولة شغوفة، تحب منزلها الجديد وسرعان ما بدأت في القيام برحلات طويلة في وادي بيترروت القريب.
وقالت لزوجها: “هذا هو المكان الذي أريد أن أكون فيه”.
كانت باربرا الحذرة دائمًا تأخذ معها حقيبة ظهر تحتوي على طعام وماء ومسدس عيار .357 ماغنوم للحماية. تعتبر مونتانا موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات البرية، بما في ذلك الدببة، والنمور الجبلية، والثعابين الجرسية، والأيائل. كما جعلتها مخاوفها من المرتفعات تتجنب الاقتراب كثيرًا من أي منحدرات تصادفها خلال هذه التنزهات.
عند اختفائها، كانت باربرا تأخذ دروسًا في الطيران وكانت متحمسة للحصول على رخصتها. بالإضافة إلى ذلك، كانت تتعلم كيفية التزلج. وفقًا لكارل، كانت زوجته سعيدة جدًا بحياتهما معًا ولم يكن لديها شكاوى حقيقية.
في يوليو 2007، زارت ابنة عم كارل، دونا بايلس، مونتانا وأحضرت معها صديقها، جيم رامكر البالغ من العمر 58 عامًا.
كانت باربرا دائمًا تستمتع بأخذ الضيوف معها في رحلات للتنزه لتظهر لهم المناظر الطبيعية. وتوقف كارل عن مرافقتها بعد تعرضه لنوبة قلبية.
كان المخطط ليوم 18 يوليو 2007 هو أن تذهب باربرا ودونا وجيم في رحلة إلى المسار الجبلي المفضل لدى باربرا وهي نقطة مراقبة بير كريك، وهو مسار معتدل التحدي يبلغ طوله 2.6 ميل، يقع بالقرب من فيكتور، مونتانا. كان يبعد حوالي 15 دقيقة بالسيارة من منزل بوليك.
لكن عندما استيقظت دونا في ذلك الصباح، وجدت أنها تعاني من آثار الكحول بسبب المشروبات التي تناولتها الليلة السابقة وقررت أنه لن يكون من الجيد أن تذهب للتنزه.
ومع ذلك، كانت باربرا وجيم لا يزالان يرغبان في الذهاب، لذا في حوالي الساعة 8:30 أو 9 صباحًا، استيقظت باربرا كارل وأخبرته أنها ستأخذ جيم إلى نقطة المراقبة وأنهما سيعودان لاحقًا. طمأنها كارل أنه سيهتم بإعداد العشاء.
ومع ذلك، لم يكن كارل يعرف أنه لن يرى زوجته مرة أخرى.
عندما حان وقت الظهيرة، بدأت دونا تشعر بالقلق بشأن عدم عودة باربرا وجيم بعد. من ناحية أخرى، كان كارل يعلم أن زوجته متجولة ذات خبرة ومألوفة للغاية مع المسار الذي كان من المخطط أن يسيرا فيه ذلك اليوم، لذا طمأن ابنة عمه بأنه لا داعي للقلق وأنهما من المحتمل أن يعودا في أي لحظة.
ومع ذلك، عندما لم يكن هناك أي علامة على عودتهما بعد ساعة، بدأت دونا في الذعر واقترحت على كارل أن يتصل بشخص ما. كان على وشك القيام بذلك عندما رن الهاتف نحو الساعة 2 بعد الظهر. تذكر أنه رفع الهاتف وسمع صوتًا غير مألوف على الطرف الآخر.
قال كارل:: “كان ضابطًا من خدمة الغابات. سألني إذا كان اسم زوجتي باربرا، وفكرت على الفور أن شيئًا فظيعًا قد حدث”.
للأسف، علم أن جيم قد أبلغ عن اختفاء باربرا. قاد كارل على الفور إلى الموقع، آملًا أن تكون زوجته قد تم العثور عليها بحلول الوقت الذي وصل فيه، ولكنه كان محبطًا عندما اكتشف أن هذا لم يكن هو الحال.
وصف جيم رامكر للحظات الأخيرة
وفقًا لجيم رامكر، فقد تسلق هو وباربرا المسار الكامل لنقطة مراقبة بير كريك ثم توقفا لتناول الطعام. التقيا بركاب آخرين شابان، في ذلك الوقت وتحدثت المجموعة لمدة نصف ساعة تقريبًا بينما كانوا يستمتعون بالمناظر الطبيعية معًا.
ليس من المعروف بالضبط متى غادر الشابان أو مدى بُعدهما عن جيم وباربرا، ولكن ذكر جيم أنه وباربرا بدآ العودة حوالي الساعة 11:30 صباحًا.
في مرحلة ما، توقف جيم ليلقي نظرة حوله. قال إنه فعل ذلك لمدة لا تزيد عن 45 ثانية قبل أن يعود ويجد أن باربرا — التي كانت أمامه بمسافة تتراوح بين 20 إلى 30 قدمًا — لم تعد موجودة. تختلف الروايات حول متى حدث هذا بالضبط، حيث تشير إلى اختفائها في أي وقت بين الساعة 11:30 صباحًا و1 مساءً، وهو نطاق زمني كبير نسبيًا.
“عندما عدت لأتابع النزول، لم أعد أرى باربرا”.
وأوضح جيم أن خطوته التالية كانت البحث في المنطقة المحيطة بباربرا، وهو ينادي عليها. ومع ذلك، لم يتلق أي رد ولم يرَ أي أثر لباربرا أو حقيبتها. وفقًا له، كان الأمر كما لو أنها اختفت في الهواء.
عاد إلى نقطة بداية المسار ووجد عمال بناء هناك — كان الطريق المؤدي إلى نقطة البداية مغلقًا للصيانة في ذلك اليوم. ليس واضحًا متى وصل العمال بالضبط، ولكن عندما صادفهم جيم، سألهم إذا كانوا قد رأوا باربرا وأعطى وصفًا مختصرًا لها.
لم يرونها ولكنهم تذكروا رؤية شابين مع كلب أسود وأبيض يغادران المسار في وقت سابق.
أبلغ جيم عن اختفائها بعد ذلك بفترة قصيرة، وبدأت عملية البحث عن باربرا بوليك بشكل جاد.
ظل كارل في نقطة مراقبة بير كريك حتى منتصف الليل، يائسًا للعثور على باربرا. تم تشجيعه على العودة إلى المنزل والراحة، وهو ما فعله أخيرًا. في اليوم التالي، عاد مع مجموعة من الأصدقاء والجيران الذين أرادوا مساعدته في البحث عنها.
في الأيام التالية، تم تنظيم عدة فرق بحث وإنقاذ، مصحوبة بالكلاب المدربة، للبحث عن باربرا بوليك. كما تم استخدام طائرات مزودة بتقنيات الأشعة تحت الحمراء والتصوير الحراري.
من الغريب أنه لم يتم العثور على أي شيء على الإطلاق. لم تكن باربرا مفقودة فحسب، بل لم يتم العثور على أي دليل على أنها كانت على المسار في ذلك اليوم. لم تتمكن الكلاب من التقاط رائحتها في أي مكان.
بعد أسبوعين من البحث المكثف والتحقيق، قال شريف مقاطعة رافالي كريس هوفمان إن اختفاء باربرا بوليك كان “لغزًا”.
وقال هوفمان لصحيفة “بيترروت ستار”: “نحن في حيرة”. “لقد بحثنا في المنطقة المحيطة بعملية الاختفاء بشكل جيد. لم يُعثر على أي أثر على الإطلاق. نود أن نتحقق، إذا استطعنا، مما إذا كانت بوليك قد كانت على الجبل في ذلك اليوم”.
أخبر جيم الشرطة عن الرجلين اللذين التقيا بهما على المسار، وحاولت السلطات تحديد مكانهما، غير متأكدة مما إذا كانا من السكان المحليين أو سياحًا.
حتى يومنا هذا، لم يتم العثور عليهما أو تحديد هويتهما. في حين أنه قد يبدو غريبًا أو حتى مشبوهًا أنهم لم يتقدموا للإبلاغ، من المهم أيضًا ملاحظة أن قضية باربرا لم تتلق الكثير من الاهتمام الإعلامي، ومن الممكن أنهم كانوا، وما زالوا، غير مدركين أنها مفقودة، خاصة إذا لم يعيشوا في المنطقة.
كان المحققون يأملون في إجراء مقابلة مع الرجلين اللذين زعم أنهما التقيا بباربرا على المسار، وذلك للمساعدة في تأكيد أنها وصلت إلى الجبل في ذلك اليوم.
نظريات حول إختفاء باربرا بوليك
وجد الكثيرون أنه من الغريب أن جيم لم يسمع أي شيء غير عادي في يوم اختفاء باربرا. هناك الكثير من الصخور المختلفة الحجم حول مسار بير كريك، مما يجعل من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، التحرك بهدوء.
قالت المحققة الرئيسية بيني جونسون:
“من الصعب التسلل بهدوء عبر الصخور الشيلية الفضفاضة. ستحدث بعض الضوضاء. مجرد حقيقة أن شخصًا ما يختفي بهذه الطريقة هو سبب للقلق”.
إذا كانت باربرا قد تعرضت لهجوم من حيوان بري، فكان من المتوقع أن تُرى بعض الأدلة على ذلك في المنطقة. من المحتمل أن جيم كان سيسمع صرخات أو أصوات صراع.
كما تم اقتراح أنه قد تكون باربرا قد سقطت فجأة ولم تتح لها الفرصة للدعاء بالمساعدة. ومع ذلك، فإن خوفها من المرتفعات جعلها حذرة بشكل خاص حولها. بالإضافة إلى ذلك، كان هذا هو مسارها المفضل وكانت مألوفة به جدًا.
ومع ذلك، من الممكن أنها انزلقت بشكل غير متوقع وعلقت في شق أو كهف — على الرغم من أنه من الغريب أن البحث المكثف لم يتمكن من العثور على أي أثر لها أو لمعدات التنزه الخاصة بها.
هل هربت لتبدأ حياة جديدة؟
كما يحدث غالبًا في حالات الأشخاص المفقودين، تساءلت الشرطة في البداية عما إذا كانت باربرا قد قررت ترك حياتها خلفها وبدء حياة جديدة في مكان آخر. كما هو الحال مع النظريات الأخرى، لم يكن هناك أي شيء يدعم هذا أيضًا.
بالإضافة إلى حقيقة أنها بدت راضية جدًا عن حياتها، تركت وراءها محفظتها، وبطاقة الهوية، وجواز السفر، وغيرها من الممتلكات الثمينة، بالإضافة إلى كلبها وقطتها المحبوبين. كما أن باربرا وكارل كانا قد خططا لرحلة خريفية قادمة إلى ريفييرا المكسيك التي كانا متحمسين لها كلاهما.
افترض آخرون أن هذه قد تكون جريمة. كان جيم آخر شخص معروف أنه رأى باربرا. هل فعل شيئًا لها؟ وهل يمكنه أن يخفي جثتها بشكل جيد في منطقة غير مألوفة له بحيث لا يتم العثور عليها أبدًا؟
احتمالية أخرى في هذا السيناريو والتي يمكن أن تفسر لماذا لم تتمكن الكلاب البحثية من العثور على أي أثر لرائحة باربرا — هي أن شيئًا ما حدث قبل وصولهما إلى المسار في ذلك اليوم. لقد أخذوا سيارة جيم المستأجرة إلى وادي بيترروت، لكن هل تمكنت باربرا من الوصول إلى هناك؟ ربما لا. ومع ذلك، ليس واضحًا ما سيكون دافع جيم لهذا.
قد يفترض المرء أيضًا أن جيم كان يمكن أن يختلق قصة أكثر إقناعًا إذا كان مسؤولاً عن اختفاء باربرا.
كما تعاون مع سلطات إنفاذ القانون منذ البداية وحتى تطوع لإجراء اختبار كشف الكذب، على الرغم من أنهم لم يقبلوا عرضه. في النهاية، برأت الشرطة جيم رامكر من الشبهات.
تلقت الشرطة العديد من التلميحات خلال فترة التحقيق، ولم يكن أي منها مفيدًا، بينما بدا أن بعضها يتناسب مع الطبيعة الغريبة للقضية. على سبيل المثال، اتصل أحد المجهولين ليقول إن باربرا تم اختطافها بواسطة “رجل جبلي شبح”.
نظرًا لوضعها كقضية مفقود 411، وهو ما يعني اختفاءات الأشخاص الذين فقدوا في المنتزهات الوطنية أو المناطق البرية الأخرى — طُلب من ديفيد بوليديس، مؤلف عدة كتب حول هذا الموضوع، أن يعرب عن رأيه:
“أنا أعرف القضية جيدًا جدًا. لقد أجريت فعليًا مقابلة مع الرجل الذي كانت معه؛ كان ذلك قبل حوالي ستة أو سبعة أعوام. يعتقد بعض الناس أن الأمر يتعلق بجريمة بحتة. لم أكون رأيًا بعد”.
كان كارل بوليك محبط للغاية بسبب اختفاء باربرا الغامض. وجد صعوبة في تناول الطعام أو النوم لأسابيع، وانتهى به الأمر بخسارة الكثير من الوزن خلال ذلك الصيف.
بعد سنوات، وصف أفكاره:
“لم أستطع قبول ذلك. كنت أعلم فقط أنها ستظهر، بطريقة أو بأخرى، لكن ذلك لم يحدث. لا يزال لم يحدث. ليس لدي الإجابات. أتمنى لو كنت أملكها. لا يوجد شيء. هذا ما هو محير للغاية”.
جعل فقدان زوجته كارل يفكر بشكل مفرط في أفعاله خلال زواجه، متسائلاً عما إذا كان قد أخذها كأمر مسلم به.
“تقول، ‘يا إلهي، لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم أكن أكثر انتباهًا؟'”.
بينما ظل جيم رامكر متعاونًا مع سلطات إنفاذ القانون، تباعد هو ودونا عن كارل قريبًا.
للأسف، توفي كارل بوليك في عام 2021 عن عمر يناهز 80 عامًا.
تأمل المحققة جونسون لاحقًا في حل غموض الاختفاء: “هذه القضية كلها تتحدى تجربتنا في الحياة. كلما ذهبنا للتنزه، نتوقع أننا سنعود إلى مركبتنا مع شركائنا في التنزه. لا نفكر في الأمر. هكذا هي الأمور.”
حتى يومنا هذا، لم يتم اكتشاف أي دليل يتعلق باختفاء باربرا بوليك. تظل الحقيقة حول ما حدث لها، المرأة التي بدت أنها اختفت دون أثر في ذلك اليوم من يوليو البعيد، لغزًا.
اختفاءات غير محلولة أخرى
الاختفاء الغامض لكريستوفر تومبكينز
كان آخر شخص رأى كريستوفر تومبكينز هو أحد زملائه أثناء العمل في فريق مسح بالقرب من منطقة مشجرة في مقاطعة هاريس، جورجيا. لم يُعثر سوى على حذاء كريستوفر، وخيط من بنطاله، وعدد قليل من العملات المعدنية.
الاختفاء غير المفسر لبرايس لاسبيسا
بينما كان يقود سيارته إلى منزل أسرته في منتصف الليل، أوقف برايس لاسبيسا البالغ من العمر 19 عامًا سيارته لأخذ قيلولة. في صباح اليوم التالي، وُجدت سيارته مهجورة على جانبها ولم يكن برايس نفسه موجودًا. لكن هذه كانت مجرد البداية وسنتطرق لاحقًا في مقال مفصل عن قصته.
اختفاء عائلة مارتن: أكثر القضايا الباردة حيرة في أوريغون
خرجت عائلة مارتن في 7 ديسمبر 1958 للبحث عن الخضرة لتزيين عيد الميلاد واختفوا في الهواء. تم العثور على جثتين من الأطفال لاحقًا ميتتين في النهر، لكن باقي أفراد العائلة ومركبتهم لم يُعثر عليهم أبدًا. ولقد تطرقنا بشكل مفصل عن قصتهم في موقع تحقيق.