إدي روبرت كرين وُلد في 9 نوفمبر 1940 لوالديه أوغست كرين وهيلديغارد ماير كرين. تزوج من جو آن نيجيدليك عام 1969، وأنجبا ابنتان: كاتي، التي وُلدت في 1975، وجين، التي وُلدت في 1977. تشير جميع المصادر إلى أن إدي كان زوجًا وأبًا محبًا عمل بجد لإعالة أسرته.
كان إدي كرين يعمل في شركة متخصصة في تفكيك شاحنات النقل الثقيلة وبيع قطعها. كان وليام والتر “أوجي” أوغستين الابن هو مالك الشركة. قام أوجي باستقطاب إدي ليكون شريكًا في العمل، وتوطدت بينهما صداقة قوية حتى عام 1986، حين اعتقد إدي أن أوجي يسرق من الشركة التي تدر ملايين الدولارات. وبحسب شقيق إدي، بوب كرين اكتشف إدي تكرار خطأ في الفواتير وإختفاء النقود.
وفي نهاية المطاف، واجه إدي أوجي بشأن هذه الاتهامات وحدثت مشادة كلامية بينهما أمام الموظفين.
انتهت الصداقة وتحولت إلى عداوة شديدة؛ حيث أصبح أوجي يعمل في النهار، بينما تولى إدي المسؤولية في الليل لتجنب اللقاء. بدأ إدي حمل سلاح معه إلى العمل وأحضر كلب العائلة من نوع روتفايلر واسمه شيرلوك.
وفي مرحلة معينة، ظن إدي أنه توصل إلى اتفاق مع أوجستين وأن الأخير سيبيع حصته في الشركة. نتيجة لذلك، بدأ إدي بسرقة الأموال من الشركة كي لا يتمكن أوجي من الحصول عليها أولًا.
وفي إحدى الليالي، ذهب إدي وشيرلوك إلى العمل واختفيا؛ ولم يُشاهد سوى أحدهما على قيد الحياة مرة أخرى.
اختفاء إدي روبرت كرين
في الساعة التاسعة مساءً من يوم 10 سبتمبر 1987، اتصل إدي (46 عامًا) بمنزله وأخبر جو آن أنه والكلب سيغادران مكان العمل. لم تتحدث جو آن مع زوجها أو تراه مرة أخرى بعد ذلك.
عندما لم يعد إدي والكلب للمنزل تلك الليلة، اتصلت جو آن بالشرطة للإبلاغ عن اختفاء زوجها.
عندما وصل رجال الشرطة إلى مقر شركة E & M، وجدوا مسرح جريمة ملطخ بالدماء دون أثر لإدي أو الكلب. وُجدت دماء على ممسحة ودلو استخدما لتنظيف المكتب. كما لاحظوا وجود ثقب رصاصة في خزانة الملفات ووجدوا رصاصتين من عيارين مختلفين داخل الخزانة، وخلف لوح الجدار، وفي السقف. كذلك ظهرت علامات احتكاك على الأرضية. ولاحقًا اكتشفت الشرطة وجود ثقوب رصاص في مكتب المكتب جرى تعبئتها بمعجون الخشب.
لم تكن هناك أي علامات تدل على اقتحام أو سرقة. إلى جانب اختفاء إدي والكلب، اختفى أيضًا كرسي مكتب مكسور والسلاح الذي كان إدي يحمله لحماية نفسه. وبعد أيام، أكدت مختبرات الأدلة الجنائية أن الدماء الموجودة في مكان الحادث مطابقة لفصيلة دم إدي كرين.
في يوم اختفائه، كان إدي يرتدي قميصًا أبيض بأكمام قصيرة وبنطالًا أسود وحذاء بني اللون. كان طوله ستة أقدام، ووزنه ثلاثمائة رطل، وله شعر بني وشعر رمادي عند الجانبين.

على الرغم من أن المحققين لم يعثروا على جثة، فقد بدأوا تحقيقًا في جريمة قتل بسبب الأدلة التي وُجدت في موقع الجريمة المزعوم والتي أشارت إلى أن شخصًا ما قتل إدي. استجوبوا جميع موظفي شركة E & M، وسرعان ما أصبح أحدهم مشتبهًا رئيسيًا، وهو حارس ليلي يبلغ من العمر خمسين عامًا تم توظيفه من قبل أوجي نفسه.
ادعى الحارس الليلي أنه لم يحدث شيء غير معتاد في الليلة التي اختفى فيها إدي. ومع ذلك، ذكر أنه غادر مكان العمل وجال بسيارته قليلاً حول ميناء المدينة تلك الليلة. وعند عودته إلى المكتب، ظن أنه رأى متسللين في ساحة الشركة فاتصل بأوجي ليأتي إلى المكتب.
اشتبه المحققون في أن الحارس الليلي كان يحاول “اختلاق حجة غياب” إذا لاحظ أي شخص في منطقة كيرتس باي عملية التنظيف في المكتب وتحقق من السيارات والشاحنات الموجودة في ساحة الشركة في ذلك الوقت.
سأل المحققون الرجل عن الكرسي المفقود من المكتب، فأعطى رواية ضعيفة تفيد بأن الكرسي قد تعطل وأنه نقله إلى منزل والدة أوجي وتركه خارجًا، ثم جاء شخص وسرق الكرسي.
وبعد عدة أيام، وبموجب مذكرة تفتيش، عاد المحققون إلى مقر الشركة وجمعوا أدلة إضافية. فتشوا صندوق شاحنة الشركة التي كان يستخدمها الحارس الليلي، فعثروا على آثار دم بشري.
وبعد فترة وجيزة، عثرت الشرطة على سيارة إدي من طراز مرسيدس 1975 بأربعة أبواب ولونها بيج، متوقفة عند مطعم للوجبات السريعة قرب المطار في مركز تسوق غلين بيرني. وفي اليوم التالي لاختفاء إدي وشيرلوك، ظهر كلب الروتفايلر على بعد حوالي ثمانية أميال من مركز التسوق، في مدخل منزل بمنطقة هانوفر التابعة لمقاطعة آن أروندل.
قال المحقق دونالد كينكيد من قسم جرائم القتل بالمدينة في أواخر سبتمبر 1987: “الكلب كان سليمًا”، وأضاف: “كان يرقد عند نهاية الممر وكأنه ينتظر أحدًا. إنه كلب مطيع جدًا ولم يكن ليترك صاحبه أبدًا. لا بد أن أحدهم أخذه بعيدًا”.

قال المحقق كينكيد: “العائلة التي وجدت شيرلوك سألت الجيران عن مالك الكلب ثم وضعت إعلانًا في الصحيفة. واتصل أحد المبلغين بخط مترو كرايم ستوبرز لإبلاغ الشرطة بشأن الإعلان”.
بعد عدة أسابيع، تلقى المحققون معلومة وقاموا بضخ خزان حمض بالقرب من ساحة الشركة، لكنهم لم يعثروا على شيء. الجدير بالذكر أن أوجي كان يعمل في شبابه كعامل حمض في مصنع كيميائي محلي.
وفي وقت لاحق، أبلغ مصدر المحققين أن جثة إدي تم التخلص منها في مصنع صابون قريب من شركة E & M.
حاول المحققون استجواب المشتبه به الرئيسي، أوجي، لكنه أحالهم إلى محاميه. وأنكر لاحقًا أي علاقة له باختفاء شريكه. وادعى أوجي أن إدي غادر بمحض إرادته ليبدأ حياة جديدة في مكان آخر، وكان دليله على ذلك الأموال التي سرقها إدي من الشركة قبل اختفائه.
لكن عائلة إدي كانت متأكدة أنه لم يكن ليهجرهم أبدًا. بالإضافة إلى ذلك، لم تصدق الشرطة قط أن إدي غادر مكتبه وهو على قيد الحياة؛ فالأدلة الموجودة في المكتب أثبتت عكس ذلك. وكان الشخص الوحيد الذي لديه دافع هو أوجي. ومع ذلك، لم تعتقل الشرطة أوجي أبدًا فيما يخص اختفاء وربما مقتل إدي. كما أن مكافأة بقيمة 11,000 دولار مقابل أي معلومات لم تؤدِ إلى أي خيوط أو اعتقالات.
للأسف، عاش أوجي حرًا حتى بلغ الرابعة والثمانين من عمره وتوفي عام 2011. وتوفيت زوجته آنا بعده بعامين. ولا تزال شركة E & M Machinery, Inc. تعمل حتى اليوم برئاسة دون أوغستين، ابنة أوجي، والتي تبلغ الآن 71 عامًا.
كانت جو آن تعتقد أن الشرطة قد خذلت زوجها وأن لديهم أدلة كافية لإجراء الاعتقال. لكن الادعاء قرر عدم المضي قدمًا لعدم كفاية الأدلة.

قالت جو آن في عام 1992: “لقد انسحبت من العالم وحاولت إبقاء عائلتي في المنزل. لم أعد أرغب في الخروج بعد الآن. عندما يموت شخص ما، يكون هناك جنازة وفترة حداد. نحن لم نحظ بذلك. لا نزال في حالة حداد”.
أصبحت كيت كرين صحفية وكتبت مقالًا عن والدها قبل عدة سنوات، لكنه لم يعد متاحًا عبر الإنترنت، كما أن الشركة توقفت عن العمل. ومع ذلك، وبحسب موقعها الإلكتروني، لديها كتاب سيصدر هذا العام يتناول اختفاء والدها.
جهة التحقيق: قسم شرطة بالتيمور، وحدة جرائم القتل، 301-396-2721
لا شك أن أوجي استأجر شخصًا، وربما الحارس الليلي، لقتل شريكه. أوجستين لم يكن يبدو كرجل قادر على مواجهة رجل قوي لوحده؛ ففي شبابه كان نحيفًا. أما إدي فكان رجلاً ضخمًا، لذا كان الأمر يتطلب رجلين للسيطرة عليه.
هناك شبه يقين بتورط الحارس الليلي في مقتل إدي، لكن الدور الذي لعبه غير معروف. ربما كان هناك شخص آخر إلى جانب أوجي والحارس الليلي.
تشير الأدلة إلى أن الرجال أطلقوا النار على إدي عدة مرات. ثم إما أطلقوا سراح شيرلوك أو تركوه في مكان ما. لماذا لم يقتلوا الكلب، هذا أمر غير مفهوم.
لم يكن هناك أي شخص آخر لديه الدافع أو القدرة على قتل إدي.

يبدو أن أوجي كان يمتلك بعض العقارات بالقرب من شركته، ربما كانت مباني سكنية، لكني أشك في أنه كان سيخفي الجثة هناك.
إذا كان المُبلغ صادقًا، فقد تكون جثة إدي موجودة في أحد مصانع الصابون بالمنطقة.
لا أشك أيضًا أن زوجة أوجي كانت تعلم بما فعله زوجها بإدي، بما في ذلك التخلص من جثته. وأظن أن دون أوغستين تعرف كذلك. فقد كانت في الرابعة والثلاثين من عمرها عام 1987، وكانت متزوجة.