وُلد صامويل أوغستينو بفينغتون الابن في شيكاغو، إلينوي، في 8 فبراير 1907.
أسس بفينغتون الأب شركة شيكاغو لتوريد الهواتف في عام 1908. كما كان رئيسًا لشركة لاند كومباني أوف نورث أمريكا وشركة جاينت كونستركشن، ومقرها نيو شيكاغو، تكساس. توفي في عيد ميلاد صامويل الرابع، في 8 فبراير 1911، بسبب الروماتيزم الالتهابي عن عمر ناهز 38 عامًا.
كانت مارغريت حينها حاملًا بطفلهما الثاني، وأنجبت ابنًا آخر هو هيو هودج بفينغتون في 15 مايو 1911. تزوجت لاحقًا من تشارلز إف. بينكهام، وهو مفتش لحوم في المسالخ.
عاش صامويل وعائلته في شقة بالطابق الثاني في حي هايد بارك بشيكاغو. كان صامويل طالبًا في المدرسة الثانوية وكشافًا بدرجة نسر في فرقة الكشافة رقم 514، وفاز بجوائز لخبرته في ربط العقد. كما كان يداوم على حضور مدرسة الأحد بالكنيسة.
في الساعة الثالثة عصرًا من يوم 2 أكتوبر 1921، خرجت والدته وزوجها وشقيقه في نزهة بالسيارة يوم الأحد. بقي صامويل في المنزل وقرأ قصة مغامرات بعنوان “اللفة الأخيرة”.
عندما عادت الأسرة الساعة السادسة مساءً، لاحظوا غياب صامويل لكنهم لم ينزعجوا كثيرًا، واعتقدوا أنه ربما ذهب إلى منزل أحد أصدقائه أو خرج للعب بالخارج. وبعد نصف ساعة تقريبًا، دخلت مارغريت غرفة ابنها لتعثر عليه ميتًا، معلقًا في خزانته.

كانت هناك عصا كشافة موضوعة على حوامل على جدار الخزانة. رُبط طرف الحبل بالعصا، وشُكل الطرف الآخر على هيئة مشنقة، وهو نفس الحبل الذي استخدمه صامويل في مسابقات ربط العقد. وُضعت قطعة قماش بين رقبته والحبل.
كانت يداه مربوطتين خلف ظهره. وبحسب صحيفة شيكاغو تريبيون: “تم ربط كل معصم على حدة بطريقة كان الولد يعرفها”، حيث سبق أن شرحها لشقيقه هيوغو قبل أسبوع تقريبًا من وفاته.
اتصلت مارغريت بمركز شرطة وودلاون. وعند وصول الضباط، بدا للوهلة الأولى أن صامويل قد انتحر. قام الضباط بفحص الجثة بشكل سريع ولم يجدوا إصابات أخرى، ثم أنزلوا جسده وقطعوا الحبال من يديه، وهو أمر لم يرضِ الطبيب الشرعي الدكتور جوزيف سبرينغر عند وصوله؛ إذ لم يستطع تحديد ما إذا كان الصبي بمفرده أو أن شخصًا آخر قد ربط العقد.
لم يجد المحققون دافعًا لانتحار صامويل؛ فقد ذكر والداه أنه كان في حالة معنوية جيدة عندما غادروا في نزهتهم.
وضعت مارغريت والشرطة نظرية أن شخصًا ما قتل صامويل، لكن زوجها تشارلز بينكهام لم يوافقهم الرأي. كان يعتقد أن ابن زوجته قيد نفسه ليرى ما إذا كان بإمكانه فك نفسه، لكن شيئًا ما حدث أثناء المحاولة. وعندما حاول التحرر، شد الحبل حول عنقه وخنق نفسه.
استجوبت الشرطة بينكهام ووالدة صامويل، وتبين أن بفينغتون الأب البيولوجي للطفل صاموئيل ترك 60,000 دولار نقدًا وعقارات في صندوق ائتماني لصالح صامويل، ما كان يمكن أن يشكل دافعًا للقتل، لكن قيمة المبلغ انخفضت إلى نحو 21,000 دولار بنهاية أكتوبر 1921.
استجوب المحققون أيضًا قائد كشافة صامويل، إس. إتش. جيزي، الذي أوضح أن طريقة ربط الحبال حول يدي صامويل “ليست من الطرق التي يستخدمها الكشافة.” وقد عزز تصريحه نظرية القتل.
كما أجروا مقابلة مع السيدة ماري فرايده، التي تقيم في 1126 إيست 47 ستريت. زارها آل بينكهام خلال نزهتهم، لكن ما قالته للشرطة غير واضح إذ لم تذكر الصحف المحلية مضمون إفادتها.
أجرى الطبيب الشرعي بيتر إم. هوفمان تشريح الجثة وقرر أن سبب الوفاة هو “الخنق شنقًا”، مستبعدًا أن يكون شخص ما قد قيد صامويل وقتله خارج المنزل. لكنه أقر بأنه لا يعلم ما إذا كان صامويل هو من ربط يديه أو شخص آخر، حسب قوله.
أعاد هوفمان تمثيل واقعة الشنق لأول مرة في 5 أكتوبر 1921، لكنه لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت الوفاة حادثة أم جريمة قتل. بعد يومين أعاد التجربة بمساعدة سيسيل كامبل (14 عامًا)، وهو كشاف من فرقة صامويل الكشفية.

دعمت والدة صامويل نظرية القتل، لكنها لم تذكر دافعًا محددًا سوى قولها: “ربما كان يعرف شيئًا لا يريد أحد أن يكشفه” أما بينكهام فظل متمسكًا بأن الصبي شنق نفسه عن طريق الخطأ.
خلال تحقيق أجري في 11 أكتوبر 1921، استجوب الطبيب الشرعي هوفمان مارغريت وزوجها وعدة أطباء وشهود آخرين بشكل موسع. خلص إلى أن شخصًا ما، ربما “ضعيف العقل”، قتل صامويل. قال هوفمان إن الصبي كان ميتًا منذ نحو ساعتين قبل أن تعثر والدته على جثته. كما أوضح أن شخصًا ما قد أفقد صامويل وعيه ولم يقم بخنقه مباشرة، ثم علقه حيًا على الحبل ليبدو الأمر وكأنه انتحار.
في أواخر أكتوبر 1921، عرضت مارغريت مكافأة قدرها 1000 دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على قاتل صامويل، لكن لم يتقدم أحد.
ولكن كانت هناك قضايا أخرى شبيهة بمقتل صامويل..
إدوارد كنوس، 14 عامًا، كان من محبي رعاة البقر وكان يصنع عدة حبال لاسو بنفسه. كثيرًا ما شاهده الجيران يلهو في الخارج بمحاولة التقاط كلاب الحي بالحبال.
في 6 أكتوبر 1921، بعد أربعة أيام من وفاة صامويل، زار إدوارد محل الحلاقة الخاص بوالده وكان في مزاج جيد. لم يلاحظ عليه أي شيء غير معتاد أثناء الزيارة. عاد إلى منزل العائلة في نورث ريتشموند ستريت. دخلت شقيقته الصغرى لوريتا (11 عامًا) القبو لاحقًا لتحضر مشابك غسيل، فعثرت عليه ميتًا ومعلقًا من عارضة.
ذكرت صحيفة شيكاغو تريبيون: “كان هناك مشنقة حول عنقه، والحبل مر عبر خطاف في السقف ثم عاد ليربط حول خصر الصبي. كانت هناك صندوقة مقلوبة بالقرب منه.”
استدعت لوريتا شقيقها الأكبر والتر كنوس، الذي أنزل جسد إدوارد وحمله إلى الحديقة الخلفية. كان هناك ضابط شرطة يسكن قبالة الشارع حاول إنعاشه دون جدوى. وصل رجال الإطفاء واستخدموا جهاز تنفس صناعي، لكن إدوارد كان قد فارق الحياة.
بعد أكثر من شهر، عثرت والدة تشارلز ويليسون الابن (18 عامًا) عليه ميتًا في منزلهم بغراند بوليفارد (الآن كينغ درايف). كان في الحمام، وعندما تأخر في الخروج فتحت والدته الباب لتجده معلقًا بحزام جيش مربوط بأنبوب. كانت أسرة ويليسون تقطن على بعد نحو ثلاثة أميال من منزل صامويل.
بإلحاح من مارغريت، أعاد مساعد المدعي العام فتح التحقيق في وفاة ابنها في يونيو 1922. ويُقال إنها قدمت أدلة جديدة تتعلق بوفاة ابنها الغامضة.
قالت مارغريت: “إذا عرف أحد القصة الحقيقية يومًا ما، فستبدو وكأنها رواية رخيصة” لم تورد الصحافة المحلية أي تفاصيل إضافية حول تلك التحقيقات، ولم يعرف أحد ماذا عنت مارغريت بعبارتها الغامضة.