بعد ظهر يوم 16 نوفمبر 1971، ركضت فتاة صغيرة على جانب طريق سريع في ولاية نيويورك.
كانت الطفلة تلوح بيديها أثناء هروبها من سيارة ترجع نحوها. كانت ترتدي ملابسها العلوية فقط، ولا شيء من الخصر وأسفل. مر حوالي مئة سائق على المشهد، ولكن لم يتوقف أي منهم.
بعد أيام، عثرت الشرطة على جثة فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات في وادٍ قريب.
كانت هذه الجريمة المروعة هي أول جريمة قتل ضمن سلسلة “جرائم الأبجدية” التي لم يتم حلها حتى الآن، والتي وقعت بين عامي 1971 و 1973 في روتشستر.
كانت كل ضحية فتاة تبلغ من العمر 10 أو 11 سنة. وكان اسم الفتاة يبدأ بنفس الحرف الأول لاسم عائلتها. وعُثر على جثة كل فتاة في أو بالقرب من بلدة يبدأ اسمها بنفس الحرف الأول لاسم الفتاة.
خطف وقتل كارمن كولون
كانت كارمن كولون أول ضحية لجرائم الأبجدية في روتشستر.
في بعد ظهر يوم اختفائها، أرسلت والدتها إلى صيدلية محلية لاستلام وصفة طبية، وفقًا لصحيفة ديموكرات وكرونيكل. بعد التحدث مع الصيدلي، خرجت كولون للانتظار في الخارج حتى يحضر الروشتة.
كانت كارمن كولون على مقربة من منزلها – ولكنها لم تعود إلى الصيدلية أو إلى منزلها.
اتصلت عائلة كولون بالشرطة، التي قامت بتفتيش الحي. بعد يومين، شاهد زوج من المراهقين على دراجات هوائية جثة بالقرب من ضاحية تشيلي في روتشستر.
خلال أشهر، واجهت الشرطة طريقًا مسدودًا. كانت اللافتات الإعلانية في منطقة روتشستر تناشد بالمعلومات حول وفاة كولون، مع وعد بمكافأة قدرها 6000 دولار. ومع ذلك، لا تزال الجريمة المروعة بلا حل.
لمدة أكثر من عام، بحثت الشرطة عن قاتل كارمن كولون. ثم، أشارت جريمة قتل فتاة ثانية إلى دافع محتمل.
واندا والكويز
كانت واندا والكويز عمرها 11 عامًا عندما أرسلتها والدتها إلى السوبر ماركت المحلي لشراء بعض المقتنيات للعشاء في 2 أبريل 1973. بعد شراء بضائع بقيمة 8.52 دولار، اختفت واندا والكويز.
“في تلك الفترة، لم نكن نعلم شيئًا عن ما يمكن أن يحدث إذا مشيت إلى المتجر”، قالت ريتا، شقيقة واندا والكويز، لصحيفة ديموكرات وكرونيكل.
بعد يوم واحد، عثرت الشرطة على جثة واندا والكويز في قعر متسلة طريق سريع في ويبستر.
بدا المشهد في الجريمتين متشابهًا بشكل مذهل. اختفت واندا والكويز وكارمن كولون في فترة ما بعد الظهر. وقد تم قتلهما واغتصابهما.
مع انتشار الخوف في مجتمع روتشستر، بحثت الشرطة عن المشتبه بهم. توالت التقارير، بما في ذلك رؤية واندا والكويز وهي تركب سيارة بنية اللون بعد مغادرتها السوبرماركت. ولكن قضية جرائم الأبجدية لا تزال مفتوحة.
هل كان هناك قاتل في روتشستر يستهدف الفتيات اللاتي يحملن نفس الحرف الأول والأخير من أسمائهن؟
قتل الضحية الثالثة والشرطة في حيرة
في 26 نوفمبر 1973، حوالي ستة أشهر بعد وفاة واندا والكويز، اختفت فتاة أخرى في روتشستر. اختفت ميشيل ماينزا، التي تبلغ من العمر 11 عامًا، وهي في طريقها للعودة إلى المنزل من مركز التسوق. بعد يومين، عثرت الشرطة على جثتها في ماسيدون.
نشرت صحيفة ديموكرات وكرونيكل عنوانًا كُتب فيه “جرائم قتل متشابهة بشكل مخيف”.
توالت التقارير مرة أخرى. أبلغت امرأة عن رؤية فتاة صغيرة تشبه ماينزا خارج أحد مطاعم الوجبات السريعة – وأظهر تشريح جثة ماينزا أنها تناولت همبرغر قبل وفاتها.
ذكر رجل أنه رأى سيارة متوقفة على جانب الطريق. وعندما توقف للتحدث إلى السائق، رأى فتاة تشبه ماينزا جالسة في السيارة. أبدى الرجل الذي يقود السيارة بوضوح أنه لا يريد المساعدة.
وصف الشهود المشتبه به وقامت الشرطة برسم صورته. لعدة أسابيع، فحصت الشرطة آلاف المكالمات حول القضية.
“الرجل الذي قتل واندا والكويز هو المسؤول عن هذه الجريمة”، قال أحد ضباط شرطة روتشستر بعد وفاة ماينزا. “هناك احتمال كبير أنه مسؤول أيضًا عن قتل كارمن كولون”.
واجهت الشرطة أيضًا صعوبة في التعامل مع سمات الغرابة في القضية. كانت جميع الضحايا لديهن أحرف بداية متشابهة – ومن هنا جاء اسم “جرائم الأبجدية”. وتم العثور على الجثث في بلدات تبدأ أسماؤها بالأحرف الابتدائية للضحايا. هل كان ذلك مجرد صدفة؟ أم أن التناسق يحمل مفتاح حل القضية؟
النظريات والتخمينات حول القضية
الشرطة قامت بتحقيق في عدة مشتبه بهم، بما في ذلك عم الفتاة كارمن كولون. وبشكل مروع، تم اكتشاف عدة مغتصبين وقتلة متسلسلين في منطقة روتشستر خلال هذه العملية.
ارتكب رجل الإطفاء دينيس تيرميني أكثر من اثنتي عشر اغتصابًا في كراجه. وعندما حاصرته الشرطة، أطلق تيرميني النار على نفسه في الرأس.
قضى جوزيف ناسو وقتًا في روتشستر قبل أن يُحكم عليه بالإعدام بسبب قتل ست نساء، بما في ذلك أربعة منهن لديهن أحرف ابتداءية متشابهة. ومع ذلك، لا يوجد أدلة تربطه بجرائم الأبجدية في روتشستر.
ومع ذلك، تم استبعاد الأدلة المستردة من جريمة قتل واندا والكويز التي تشير إلى هؤلاء المشتبه بهم المحتملين، ما لم يتم ارتكاب جريمتها بواسطة قاتل مختلف عن الآخرين.
نشأ القاتل المتسلسل كينيث بيانكي في روتشستر قبل أن ينتقل إلى كاليفورنيا، حيث أصبح معروفًا باسم “مخنث هيلسايد”. بينما يظل مشتبهًا به، فقد نفى مرارًا ارتكاب جرائم الأبجدية في روتشستر.
اقرأ ايضًا: جرائم خناق التل، كينيث بيانكي الذي أرعب لوس أنجلوس!
يعتقد الكاتب مايكل بينسون، الذي نشأ في روتشستر، وهو كاتب جرائم حقيقية، أن جرائم الأبجدية تم ارتكابها بواسطة عدة أشخاص.
“أعتقد أن واندا وميشيل قتلتا بواسطة نفس الشخص. ولكن كارمن كان شخص مختلف”، قال بينسون لشبكة A&E.
الاختلافات الطفيفة في طريقة القتل – بالإضافة إلى تقارير شاهد عن رؤية شخصين بالغين مع كولون – تثير احتمالية وجود قاتل يقلد الجرائم.
الجريمة بقيت غير محلولة بعد مرور عقود
بعد مرور خمسين عامًا على بدء جرائم الأبجدية، لا تزال لم القضية باردة وغير محلولة.
“هناك هذا الأمر المتعلق بالأحرف الابتدائية”، قال روبرت هيتزكي، أحد المحققين العاملين على القضية في عام 2009، لصحيفة ديموكرات وكرونيكل. “هل هذه الجرائم مرتبطة ببعضها؟ هل ليست مرتبطة؟ نحن لا نعرف ذلك”.
من الممكن أن تكون الأحرف المتشابهة مجرد صدفة. كانت الأسماء التي تبدأ بنفس الحرف شائعة عند ولادة الضحايا.
أدلة غامضة تعني أيضًا وجود العديد من المشتبه بهم المحتملين.
في عام 2022، نشرت مستخدمة تيك توك أن جدها ربما كان وراء جرائم الأبجدية، وفقًا لتقرير نيوزويك. قالت إنه ربما كان يمتلك سيارة بنية مثل تلك التي يشتبه في أن القاتل كان يستخدمها، وأنه كان يمتلك سوبرماركت حيث كانت القطط تجوب القبو لصيد الفئران – وعثر على شعر قطة أبيض على ملابس جميع الضحايا الثلاثة.
كما أن جدها تحدث مع واندا والكويز في يوم اختفائها وقدم مكافأة عند اختفائها.
ولكن مع هذه المعلومات الغامضة، تنطبق الملامح على العديد من الرجال في منطقة روتشستر، وإن لم يكن المئات. ومع وفاة العديد من المشتبه بهم الأصليين، من المرجح أن تظل جرائم الأبجدية بلا حل.
المصدر: مكتب تحقيقات روتشستر، كرايم لاين