بنظرة أولى، بدت لوري فالو وكأنها أم عادية من أيداهو. ولكن في عام 2019، اختفى طفلاها الصغيران بشكل غامض، إحداهما تلو الأخر. آخر مرة راى الجميع تايلي رايان البالغة من العمر 16 عامًا كانت في 8 سبتمبر 2019، واختفى جي جي فالو البالغ من العمر سبع سنوات في 22 سبتمبر 2019. بينما يكون معظم الآباء والأمهات منزعجين جدًا عندما يكتشفون أن طفليهما قد اختفيا، لم تبدُ لوري فالو أي اهتمام تجاه الخبر.
منذ البداية، كانت فالو مترددة في مساعدة السلطات في البحث عن أطفالها، مما جعلها شخصًا مشتبهًا به في اختفاءهما تقريبًا على الفور. وبينما كانت الشرطة تحقق في القضية بشكل أعمق، أثارت نظرة أقرب إلى خلفية فالو المزيد من الشكوك. قبل بضعة أشهر فقط، توفي زوجها تشارلز في ظروف مشبوهة.
كما كانت فالو لديها حبيب غريب الأطوار، الكاتب المهووس بنهاية العالم تشاد دايبيل. ولم يمض وقت طويل حتى تحولت اهتمام السلطات نحوه أيضًا كمشتبه به في قضية اختفاء الأطفال. في شهر أكتوبر، توفيت زوجة دايبيل بطريقة غامضة. ولكن بحلول نوفمبر، تزوجت لوري فالو وتشاد دايبيل في حفل زفاف مليء بالسعادة في هاواي.
لم يبد العروسين الجدد أي قلق تجاه الأطفال المفقودين – وأزواجهما اللذان توفيا حديثًا. طالبت السلطات المشتبه بها بقوة فالو بتقديم الأطفال أو أن تواجه العدالة. عندما انقضت المهلة لتسليم أطفالها إلى الشرطة، تم اعتقالها في هاواي في فبراير 2020 وتم ترحيلها إلى إيداهو قريبًا بعدها.
أخيرًا، في يونيو 2020، عثرت السلطات على رفات جي جي فالو وتايلي رايان في ممتلكات تشاد دايبيل في إيداهو. تم اعتقال دايبيل بعد ذلك بوقت قصير، وانضم إلى زوجته الجديدة في حجز الشرطة. ولكن بينما لدينا إجابة حول مصير الأطفال، هناك الكثير لنتحقق منه في هذه القضية المروعة.
من هي لوري فالو، وكيف بدأ كل شيء؟
ولدت لوري فالو في 26 يونيو 1973 في ريالتو، كاليفورنيا. نشأت في أسرة مورمونية مسيحية، وكان يصفها الناس في صغرها بأنها “لطيفة” و”هادئة”. مع تقدمها في العمر، عاشت حياة عاطفية مضطربة – بما في ذلك الزواج من كلاً من خمسة أزواج – ولكنها لم تبدأ تغير سلوكها بشكل كبير إلا بدءًا من الزوج الرابع.
ابتداءً من عام 2017، أصبحت لوري فالو مهووسة بشكل متزايد بالأدب الذي يتحدث عن نهاية العالم لتشاد دايبيل، وهو كاتب يعيش في ولاية يوتاه الذي يعمل أيضًا كحفار قبور ومشرف للمقابر. ادعى دايبيل أنه يستطيع رؤية المستقبل وسماع أصوات تنبأات تخصه فقط، وأن نهاية العالم قريبة – وقد صدقت لوري فالو كل هذا.
التقى فالو ودايبيل أول مرة في عام 2018، عندما ظهرت فالو على بودكاسته، الذي كان يركز بشكل مزعوم على “مساعدة الناس في هذه الأرض للتحضير لمجيء المسيح الثاني”. لم يتحدث الاثنان فقط عن نهاية العالم ولكن أيضًا عن اعتقادهما المشترك في وجود “الزومبي”، أي الأشخاص الذين تم استبدال أرواحهم بروحانيات سوداء.
على الرغم من أن كلاً من فالو ودايبيل كان متزوجًا من أشخاص آخرين عندما التقيا، إلا أنه كان واضحًا أنهما شعرا بارتباط فوري. وبينما كانت فالو تعيش في أريزونا في ذلك الوقت، وكان دايبيل يسكن في إيداهو، بدأ الاثنان علاقة غرامية على أية حال. وبشكل مقلق، مع انغماس فالو في هذه العلاقة الجديدة، بدأت تشير إلى زوجها وأطفالها الصغار بأنهم “زومبي”.
في يناير 2019، كان زوج لوري فالو، تشارلز فالو – الذي كان زوجها الرابع بعد ثلاثة زيجات فاشلة – قلقًا للغاية بشأن سلوك زوجته وهاجسها المتزايد بالأدب الديني الغريب. حتى ذهب إلى الشرطة للحصول على المساعدة، مدعيًا أن زوجته تعتقد أنها “إلهة” تستعد لنهاية العالم المرتقبة.
بعد ذلك بوقت قصير، قدم تشارلز فالو طلبًا للطلاق. كما أعرب عن مخاوفه بشأن سلامة ابنهما المتبنى جوشوا “جي جي” فالو، وابنة زوجته من زواج سابق، تايلي رايان. (كان لدى لوري فالو أيضًا ابن آخر من زواج سابق، كولبي رايان، ولكنه كان في بداية العشرينات من عمره ولم يكن يعيش تحت سقف والدته).
وفقًا لتشارلز فالو، كانت لوري فالو تعتقد أنها “معينة لأداء عمل في مجيء المسيح الثاني في يوليو 2020 وأنه إذا كان الأب [تشارلز] في طريقها في مهمتها فإنها ستقتله” وأن لديها “ملاكًا هناك لمساعدتها في التخلص من الجثة”.
ثبت أن هذا التهديد المشئوم كان حقيقيًا جدًا في يوليو 2019، عندما تم إطلاق النار على تشارلز فالو حتى الموت في منزل العائلة في تشاندلر، أريزونا. كان الشقيق الأكبر للوري فالو، أليكس كوكس، هو الذي أطلق النار، على الرغم من أنه ادعى فيما بعد أنه أطلق النار في دفاع ذاتي فقط.
وفقًا لتقرير من CBS News، قال كوكس للشرطة إنه أطلق النار على تشارلز فالو لـ “حماية” أخته لوري فالو بعد أن تشاجرا. وأبدت لوري فالو وابنتها تايلي رايان موافقتهما على هذه القصة”.
بينما لم يتم توجيه اتهامات فورية لكوكس بجريمة، إلا أن الوفاة أثارت التحقيق الأول الذي وضع لوري فالو تحت رادار الشرطة.
بحلول سبتمبر 2019، قامت لوري فالو بنقل ابنيها الصغيرين – وشقيقها أليكس كوكس – إلى ريكسبورغ، إيداهو، لكي يكونوا أقرب لصديقها تشاد دايبيل. وهنا حدث اختفاء الأطفال.
في الثامن من سبتمبر، اختفت تايلي رايان، التي كانت في ذلك الوقت تبلغ من العمر 16 عامًا. في ذلك اليوم، ذهبت هي وشقيقها جي جي فالو ووالدتها لوري فالو وعمها أليكس كوكس في رحلة إلى حديقة يلوستون الوطنية. في نفس الوقت تقريبًا، كانت لوري فالو تطلق على ابنتها لقب “زومبي” حسب التقارير.
ثم، بعد بضعة أسابيع فقط، اختفى جي جي فالو في الثاني والعشرين من سبتمبر. وفقًا لمجلة بيبول، اتصلت لوري فالو بمدرسة ابنها بعد وقت قصير من اختفائه لتخبرهم أنها ستلغي تسجيله لدى المدرسة حتى تتمكن من تعليمه في المنزل. بشكل غريب، يقال أن لوري فالو أشارت أيضًا إلى ابنها بأنه “زومبي” في هذا الوقت، تمامًا كما فعلت مع ابنتها.
رغم أن ظروف اختفاء الأطفال بالضبط لا تزال غير معروفة، إلا أن تتبع نظام تحديد المواقع عبر الهاتف الخلوي لأليكس كوكس أظهر لاحقًا وجوده في ممتلكات تشاد دايبيل في اليوم التالي لاختفاء تايلي رايان – وأيضًا في اليوم التالي لاختفاء جي جي فالو. وبشكل مثير للقلق، بعد أن غادر كوكس في المرة الأولى، قام تشاد دايبيل بإرسال رسالة نصية لزوجته تامي دايبيل عن “راكون كبير” قام بقتله ودفنه في الحديقة.
ثم، في 19 أكتوبر، توفيت تامي دايبيل فجأة. وفقًا لتشاد دايبيل، كانت زوجته نائمة وعانت من سعال، ولم تستيقظ مرة أخرى. وقال خمسة أطفال لتشاد دايبيل فيما بعد في برنامج 48 Hours إن الطبيب الشرعي قال إن والدتهم توفيت على الأرجح بسبب أسباب طبيعية، نظرًا لسوء حالتها الصحية في الأيام الأخيرة. وبناءً على كل ما تلاه، أصبحت وفاة تامي دايبيل إضافة أخرى في هذه المأساة المظلمة والغامضة. وأعلنت سلطات التحقيق بعد ذلك أن وفاتها “مشبوهة” – ولسبب وجيه.
بعد بضعة أسابيع فقط من وفاة تامي دايبيل، سافر تشاد دايبيل ولوري فالو إلى هاواي وتزوجا في حفلة عفوية على الشاطئ في كاواي يوم 5 نوفمبر. بعد وفاة كل من أزواجهم السابقين وزواجهما، وما زال أطفال لوري فالو دايبيل مفقودين، بدأت السلطات في استجوابهما حول الأطفال.
في تلك النقطة، كان الزوجان قد تم ضبطهما بالفعل في الكذب حول الأطفال. وتقول وثائق الشرطة: “في الأسابيع التي تلت وفاة تامي دايبيل، قالت لوري فالو/دايبيل وتشاد دايبيل لشهود أن ابنتها توفيت قبل سنة من وفاة والدها، وهذا غير صحيح”، “في نفس الوقت، قال تشاد لشهود آخرين أن لوري لديها أطفال قاصرين”.
ولكن المؤامرة لم تدم طويلاً. بعد أن اتصل الجدان قلقين كاي ولاري وودكوك بشرطة ريكسبورغ في 26 نوفمبر 2019، وأوضحوا أنهم لم يروا جي جي فالو وتايلي رايان منذ سبتمبر، فتم فتح قضايا رسمية للأطفال كحالات الأشخاص المفقودين.
سرعان ما نفت السلطات مطالبات لوري فالو دايبيل بأن جي جي مع صديق. كما قاموا بتفتيش منزلها ومنزل تشاد دايبيل الجديد – الذي وجدوه “مهجورًا بشكل مفاجئ” من قبل الزوجين. ثم صرحت الشرطة بأنهم “يعتقدون بقوة أن حياة جي جي وتايلي في خطر”، وأن لوري فالو دايبيل “رفضت التعاون مع السلطات للمساعدة في حل هذه المسألة”.
في ديسمبر، تم العثور على أليكس كوكس، شقيق لوري فالو دايبيل الذي قتل تشارلز فالو، ميتًا في أريزونا. وفقًا لـ NBC News، كان سبب الوفاة طبيعيًا. توفي نتيجة لجلطة رئوية تسببت في انسداد واحدة أو أكثر من الشرايين في الرئتين بسبب جلطة دموية.
ولكن مع وجود جثة أخرى والمشتبه بهم الرئيسيين في وفيات واختفاءات أخرى، تصبح القضية أكثر ظلمة. وقبل فترة قصيرة، بدأ أحباء لوري فالو دايبيل في الكشف عن المعتقدات الدينية الغريبة التي تشاركها هي وتشاد دايبيل في “طائفة النهاية العالمية” الخاصة بهم.
وفي 25 يناير 2020، تمكنت السلطات أخيرًا من تحديد مكان تواجد تشاد ولوري فالو دايبيل في هاواي. في ذلك الوقت، كان الزوجان يقيمان في هاواي لفترة غير مؤكدة. وأعلنت الشرطة في وقت لاحق أنه “لا يوجد أدلة” على أن أطفال لوري فالو كانوا في الجزيرة معهم.
بعد ايجاد الزوجين، طلبت السلطات من لوري فالو دايبيل أن تقدم أطفالها في إيداهو خلال خمسة أيام. ولكنها لم تفعل ذلك وتم اعتقالها في 20 فبراير. ثم بدأت الحقائق المظلمة حول تصورها المروع للنهاية العالمية تظهر، حيث بدأ أقاربها وأصدقاؤها في التحدث.
وفقًا لابنة عمة لوري فالو دايبيل، ميلاني باولوسكي، كانت فالو دايبيل تعتقد أن أطفالها أصبحوا زومبي. تعتقد باولوسكي أنها كانت تخطط لقتل أطفالها لأنهم أصبحوا “مستحوذين” – وأنها ستقتل الآخرين الذين يكونون قريبين منها وأصبحوا شريرين أيضًا.
على سبيل المثال، على ما يبدو أن لوري فالو دايبيل قالت أن زوج ميلاني باولوسكي السابق براندون بودرو قد يحتاج إلى أن يموت. وفيما بعد، تعرض بودرو لإطلاق نار خارج منزله من قبل مهاجم مجهول يقود سيارة مسجلة باسم تشارلز فالو في 2 أكتوبر 2019، ولكنه نجا في النهاية من الهجوم. وفقًا لموقع KSL.com، كان يُعتقد أن أليكس كوكس هو الشخص الذي قام بمحاولة القتل.
أوضحت باولوسكي المزيد عن حالة فالو دايبيل عند وقوع هذه الجريمة المزعجة: “شرحت الزومبي ومخاوفها بشأن ما قاله تشاد ولوري فيما يتعلق بالأرواح الأصلية التي تَعْلَق في المرحلة المُؤَقَتَة حتى وفاة الجسد. قالت إن براندون كان مستحوذًا عليه من قبل شيطان أو كيان آخر مظلم بعد يونيو من هذا العام.”
“قيل لها إما من خلال وحي أو من قِبَل تشاد أن هناك شيئًا يجب أن يحدث لـ (بودرو) من أجل تقدم روحه واستمرار خطة الرب. لم تتقبل جيدًا فكرة وفاة زوجها كجزء من خطة الرب، ولكنها لم تعتقد أن أي إجراء سيتخذه أي شخص.”
في الوقت نفسه، تحدث أصدقاء سابقون للزوجين، مثل ميلاني جيب، الذين كانوا يشاركون آراءهم، أبوابًا أكثر حول اعتقادهم. بالإضافة إلى الهوس بـ “الزومبي” و”الاستحواذ”، قالت جيب أن الزوجين يعتقدان أيضًا أنهما لا يستطيعان الطلاق من أزواجهما السابقين بسبب المعلومات التي كانا يتلقيانها “من الجانب الآخر للحجاب”. وبشكل مثير للقلق، كانا يعتقدان أيضًا أنهما اختيرا لقيادة 144,000 شخص.
ولكن على الرغم من أن تشاد ولوري فالو دايبيل يُشار إليهما الآن كزوجين في “طائفة يوم القيامة”، لا يُعرف بالضبط كم عدد الأشخاص الذين شاركوا في معتقدهم. وفقًا لجيب، كان تشاد دايبيل يفضل الاجتماعات الفردية مع الأشخاص ولم يعقد أي اجتماعات رسمية. ولكن من الواضح أن له تأثيرًا قويًا على أولئك الذين يتواصلون معه. كما قالت جيب: “أرى في كثير من الأحيان [تشاد] اليد و[لوري] هي الدمية في يده”.
ومن المؤسف أنه وفقًا للادعاءات، كانت هذه المواقف الخطيرة التي دفعت لوري فالو دايبيل إلى التفكير في مستقبل بلا أطفالها في حياتها. وقال أحد أفراد العائلة إنها قالت في إحدى المرات: “في بعض الأحيان، أعتقد أنه سيكون من الأفضل فقط وضع أطفالي في سيارة والذهاب بهم إلى جانب جرف”.
بعد اعتقالها في فبراير 2020، تم اتهام فالو دايبيل بتهمتين من جرم التخلي وعدم دعم الأطفال المعتمدين. ثم تم ترحيلها إلى إيداهو لمواجهة تلك التهم. لكن السلطات سرعان ما علمت أن مصير أطفالها كان أسوأ بكثير من التخلي.
في 9 يونيو 2020، قامت مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) وشرطة ريكسبورغ ومكتب شريف مقاطعة فريمونت بتفتيش شامل لملكية تشاد دايبيل في إيداهو. اكتشفوا في النهاية بقايا جي.جي فالو وتايلي رايان مدفونة هناك. وجدوا جي.جي. فالو البالغ من العمر سبع سنوات ملفوفًا من الرأس إلى أخمص القدمين بشريط لاصق، وتم تقطيع جثة تايلي رايان البالغة من العمر 16 عامًا وحرقها.
بالإضافة إلى جرائم القتل المروعة لتشارلز فالو وجي.جي. فالو وتايلي رايان، يجري الآن التحقيق في وفاة زوجة تشاد دايبيل الأولى، تامي دايبيل.
في مايو 2021، تم توجيه اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى إلى تشاد ولوري فالو دايبيل في جرائم قتل تايلي رايان وجي.جي. فالو. كما تم توجيه اتهامات ضدّهما فيما يتعلق بوفاة تامي دايبيل وتشارلز فالو.
كما تعتقد السلطات أن الكس كوكس لعب دورًا حاسمًا في جميع هذه الوفيات الأربع – بالإضافة إلى محاولات قتل متعددة – ولو كان على قيد الحياة، لكانت قد رفعت تهمًا ضده أيضًا.
بحلول أغسطس 2021، أعلن المدعون أنهم سيسعون لتطبيق عقوبة الإعدام ضد تشاد دايبيل إذا أُدين بجرائمه. في مايو 2022، تم الإعلان أن لوري فالو دايبيل قد تواجه هي الآخرى عقوبة الإعدام.
بعد محاكمة مؤثرة وجدت هيئة المحلفين أن لوري فالو مذنبة بقتلة ابنائها، وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة، وكان تصريحها وقتها أنه لم يحدث أي قتل مجرد حادث أدى للموت.
أما بالنسبة لتشاد فقد تقرر موعد محاكمته لتكون في ابريل من عام 2024، ومن الممكن أن يواجه عقوبة الإعدام.
المصدر: مكتب تحقيقات ايداهو، قناة كوتر تي في