كما ذكرنا في مقالة رسالة الفدية، استيقظت باتسي رامسي في الصباح الباكر من يوم 26 ديسمبر عام 1996 لتجد ملاحظة طويلة اشبه ماتكون رسالة فدية وليست ملاحظة فدية، ملخصها انه قد خطف ابنتهم ويريد مبلغ قدره 118 ألف دولار أمريكي، فاتصلت والدة جون بنيت رامسي على الفور برقم الطوارئ 911 تبلغهم ان هنالك من خطف ابنتها وكان نص الاتصال كالتالي:
باتسي رامسي: الشرطة؟
الطوارئ: سيدتي ما الذي يحدث؟
باتسي: 755 شارع 15
الطوارئ: سيدتي مالذي يحدث؟
باتسي: لدينا خطف، اسرعوا رجاءًا
الطوارئ: هل من الممكن ان تخبريني بما حدث؟
باتسي: هنالك .. لدينا .. هنالك رسالة تُركت وابنتنا غير موجودة.
الطوارئ: تركوا رسالة وابنتك غير موجودة؟
باتسي: نعم.
الطوارئ: كم تبلغ ابنتك من العمر؟
باتسي: إنها في السادسة من العمر، شقراء، 6 سنوات.
الطوارئ: متى حدث ذلك؟
باتسي: لا اعلم، وجدت الرسالة فقط، وابنتي مختفية.
الطوارئ: هل مكتوب اسم من خطفها؟
باتسي: ماذا؟
الطوارئ: هل مكتوب من خطفها؟
باتسي: لا، لا اعلم، هنالك ملاحظة في الفدية.
الطوارئ: ملاحظة فدية؟
باتسي: مكتوب SBTC و Victory، أرجوكم.
الطوارئ: حسنا، ماهو اسمك؟ هل انت..
باتسي: باتسي رامسي، انا الام، يالهي، أرجوكم
الطوارئ: سنقوم بارسال شرطي لعنوانكم، حسنًا؟
باتسي: رجاء
الطوارئ: هل تعلمين منذ متى هي مختفية؟
باتسي: كلا، انا لا اعلم، ارجوك، استيقظنا توًا من النوم ولم نجدها، يالهي، أرجوكم
الطوارئ: حسنًا، اهدأي
باتسي: ارجوكِ ارسلي احدًا ما.
الطوارئ: هذا ما أفعله عزيزتي.
باتسي: ارجوك.
الطوارئ: خذي نفسا عميقا و..
باتسي: اسرعي، اسرعي، اسرعي
الطوارئ: باتسي؟، باتسي؟، باتسي؟
هنالك الكثير من النظريات حول اتصال باتسي وما تم سماعه من حوار قصير قبل غلق باتسي للسماعة حيث سُمع صوت لطرف ثالث، أكد هذا كل استمع للتسجيل من مكتب التحقيق الفيدرالي FBI ومحللون الصوت وهواة التسجيل اضافة للوثائقي الذي عرضته قناة CBS والذي التقى لأول مرة بالموظفة التي ردت على اتصال 911 حينها، وتشك الموظفة التي تدعى كيمبريلي اركوليتا انها قد سمعت بالفعل صوت بعد ترك باتسي للسماعة مفتوحة لبعض الوقت وكأنها كانت تقول “انا لا اتحدث معك، مالذي فعلته! مالذي فعلته! اذهب الى غرفتك، اوه ساعدني يا إلهي” وكأن الحديث موجه لبروك رامسي الذي قال والداه أنه كان نائمًا في وقتها.
تسجيل صوتي لإتصال باتسي بالشرطة:
من خلال الإتصال يمكننا ملاحظة عدة أمور، قالت في البداية لدينا خطف، وكأنها تتحدث عن شيء هي قامت به، شيء ما يخصها، فالطبيعي ان تقول لقد خطفوا ابنتي وليس لدينا خطف، فالخطف ليس شيء لديك لتصفه على هذا النحو الا اذا كنت مدربًا مسبقًا على ما تقول، وعادت من جديد لتقول لدينا رسالة ولكنها صححت قولها وقالت هنالك رسالة، إضافة لهذا انها ذكرت رسالة الفدية أكثر مما ذكرت ابنتها.
إضافة لترديدها كلمات رجاءًا وارجوكم ثمان مرات، حيث انها تتصرف بأدب مبالغ به، مما يثير الريبة فهو مختلف عن باقي اتصالات الطوارئ التي عهدتها الشرطة.
عندما سألتها الموظفة هل مكتوب اسم من خطفها؟ ردت باتسي بقولها ماذا؟ لربما انها لم تسمع السؤال جيدا او ربما انك عندما تحاول ان تجيب عن السؤال بشكل جيد تحاول كسب بعض الوقت للتفكير به.
“وجدت الرسالة فقط” إن كلمة فقط تستخدم عندما تريد التصغير من الأمر مثل “هذا فقط” أي أنه شيء صغير لا يُذكر، هنا باتسي رامسي تحاول التصغير من أفعالها أو التقليل من اهمية التفاصيل التي تشير لهم، هذه الامور طبعًا تحدث من دون وعي وتخطيط من الشخص بل بشكل عفوي.
نقطة أخرى مهمة هي إن من يتصل برقم الطوارئ أما يطلب المساعدة لنفسه فورًا أو يطلب المساعدة لشخص ما، ولكن باتسي رامزي لم تطلب المساعدة فور تحدثها على الهاتف إلا عندما اخبرتها موظفة الهاتف انها ارسلت شرطي لعنوانها، يبدو أنها قد تذكرت أن عليها طلب المساعدة الأن وقالت “ارجوك ارسلي احدًا” بعد ان اخبرتها الموظفة مسبقًا انها ارسلت شرطيًا.
لا زالت هذه مجرد تخمينات صوتية لا يمكن الأخذ بها واعتبارها أدلة، ولكن المحققون وموظفة هاتف الطوارىء يعتقدون أن هنالك شيء مريب، وفي اتصالها هنالك اصوات وحديث مقلق ولكن الصوت مشوش جدًا وغير واضح.
مما يدعو للتساؤل، من قتل جون بنيت رامسي؟
في الجزء القادم سوف نتحدث عن إيجاد جثة جون بنيت رامسي.
رابط المقالة اللاحقة: قضية مقتل جون بنيت رامسي – إيجاد الجثة