في عام 1921، كتب الطبيب النفسي والإخصائي السلوكي السويسري هيرمان رورشاخ كتابًا بعنوان “التشخيص النفسي”، والذي أصبح أساسًا لاختبار الخيالات المرئية الخاص به، وهو اختبار مصمم لكشف الشخصية الأساسية للفرد بناءً على المشاعر والصور التي تستحضرها كل بقعة حبر في المشاهد.
بعد العمل مع العديد من البقع الحبرية، اختار رورشاخ 10 بقع للاختبار. عند وفاة رورشاخ في العام التالي، قام النفسيان صموئيل بيك وبرونو كلوبفر بتعديل نظام تقييم الاختبار. وقام جون إكسنر بمزيد من توحيد الاختبار. كانت نية رورشاخ هي استخدام الاختبار لتشخيص الفصام، ولكن أطباء النفس استخدموا الاختبار منذ ذلك الحين لتحديد أنواع الشخصية.
ولد هيرمان رورشاخ في زيورخ في 8 نوفمبر 1884. كان يستمتع بالفنون ورسم الصور بالحبر، مما أكسبه لقب “كليكس” أو “البقعة الحبرية”.
في الجامعة في جامعة زيورخ، درس علم النفس الطبي والتحليل النفسي، مما دفعه إلى استخدام البقع الحبرية كأداة تشخيصية. مستوحى من رؤية الأشخاص لأشياء مختلفة في البقع الحبرية، بدأ رورشاخ في عرضها أمام الأطفال لتحليل استجاباتهم، وبالنهاية بنى أساس اختباره.
هناك 10 بقع حبرية. خمسة منها بالحبر الأسود على الأبيض، اثنان منها بالحبر الأسود والأحمر على الأبيض، وثلاثة ملونة. يعرض النفسي البقع الحبرية للمريض ويسأله “ماذا يمكن أن تكون هذه؟” يتم منح المريض وقتًا للتحرك ودراسة الصورة.
يقوم النفسي بتدوين كل ما يقوله المريض أثناء دراسته للبقع الحبرية. يتم توقيت الجلسة ويستخدم النفسي فيما بعد الوقت كجزء من معادلة رياضية لتلخيص البيانات. لا يزال الاختبار مثيرًا للجدل في بعض الأوساط بسبب غموضه وذوبانيته.
تُعرض البقع الحبرية العشر أدناه جنبًا إلى جنب مع ردود الفعل الشائعة لها. كيف تقارن بينها؟
تُفسر الصورة الأولى في كثير من الأحيان على أنها خفاش أو فراشة أو فراشة الليل. يمكن أن تكون مؤشرًا جيدًا على كيفية تعامل الشخص مع مهمة جديدة، وتوجد العديد من الردود المشهورة.
الصورة الثانية: البقع الحمراء في هذه البقعة الحبرية غالبًا ما تُفسر على أنها دم وتعتبر أبرز الملامح. يمكن أن تثير هذه البطاقة استجابات جنسية أيضًا. يرون العديد من الأشخاص اثنين من البشر في هذه الصورة، على الرغم من أنه يمكن بسهولة أن يكون اثنين من الفيلة يرقصون.
الصورة الثالثة: عادةً ما يتم تفسير هذه البطاقة بأنها اثنين من البشر يشاركون في نوع من التفاعل. يمكن أن تتحدث عن التفاعلات الاجتماعية للفرد والراحة بها.
الصورة الرابعة: تعتبر هذه البقعة الحبرية سوداوية وكبيرة الحجم ، ويمكن اعتبارها مهيبة أو مخيفة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب. غالبًا ما يتم وصفها على أنها جلد حيوان، أو جلدة نباتية، أو سجادة. قد تستكشف المواقف تجاه الذكور ولذلك يتم وصفها بأنها “بطاقة الأب”.
البطاقة الخامسة: عادةً ما تكون سهلة للمشاركين في التحدث عنها، خاصةً بالمقارنة مع البقع الحبرية السابقة. يُنظر إليها عادةً على أنها خفاش أو فراشة أو فراشة الليل.
البطاقة السادسة: توحي بأنه جلد حيوان، أو اوراق نباتية، وغالبًا ما يكون هذا هو التصور المشترك. تعتبر هذه الصورة بالضبط “بطاقة جنسية” ، حيث يتم الإبلاغ عن وصف جنسية بشكل أكثر تكرارًا من غيرها من الصور.
البطاقة السابعة: هذه البقعة الحبرية ، التي تشبه الأطفال الهولنديين الراقصين من “انها عالم صغير ” في ديزني ورلد ، غالبًا ما يتم تفسيرها على أنها نساء أو أطفال ، وتعتبر كـ “بطاقة الأم”. رورشاخ كان يتبع منهج فرويد.
البطاقة الثامنة: البقعة الحبرية الملونة الأولى في المجموعة، غالبًا ما يتم رؤيتها كحيوانات ، ويمكن أن تكون مؤشرًا على قدرة الشخص على معالجة المواقف المعقدة.
تتميز البقعة الحبرية التاسعة بالعديد من الألوان ولكن بلون متداخل. بعض الأجوبة المفاجئة أنها “شيطان ذو عيون نيرة يأكل الكلى” ليست إجابة شائعة. إن الإجابة الأكثر شيوعًا هي إنسان، كما يمكن أن تشير هذه البطاقة إلى قدرة المريض على تفسير والتعامل مع المعلومات غير المنظمة.
الصورة النهائية، والتي تظهر بوضوح جراد البحر مع شعر أزرق يهاجم برج إيفل ، تُفسر في أغلب الأحيان على أنها سرطانات وجمبريات وثعابين وحشرات. هذه بشكل عام بطاقة سعيدة، حيث يتاح للمشاركين فرصة “تسجيل الخروج” من خلال مناقشة مشاعرهم بشكل عام أو أي أسئلة قد يكون لديهم.
تعتمد بالطبع مناقشة كل صورة على تاريخ المريض واستماع الطبيب له فهي تعتبر وسيلة للتوغل في أعماق المريض النفسي المصاب بالإكتئاب أي بمعنى اخر وسيلة لبدأ حوار بطريقة غير مباشرة وتصنيف الشخصية هو شيء يحدده الطبيب النفسي وتعتمد على كل حالة وطريقة استجابتها للصور والتشخيص ظرفي اي ممكن ان يتغير بتغير الظروف والأحداث.
المصدر: ويكيبيديا، موسوعة سايكولوجي