كيف قامت والاس بإحراق حبيبها مارك بالحمض وخرجت بريئة؟

عندما شاهد والد مارك فان دونغن الجناح في مستشفى ساوثميد في بريستول حيث نُقل ابنه بعد تعرضه لحروق حمضية في وجهه وجسده وأطرافه على يد بيرليناه والاس، اعتقد أن هناك خطأ ما. قال كيس فان …

تحذير - قد تحتوي المقالة على مشاهد ونصوص مزعجة وحساسة، يرجى اخذ الحيطة.

عندما شاهد والد مارك فان دونغن الجناح في مستشفى ساوثميد في بريستول حيث نُقل ابنه بعد تعرضه لحروق حمضية في وجهه وجسده وأطرافه على يد بيرليناه والاس، اعتقد أن هناك خطأ ما.

قال كيس فان دونغن لصحيفة الغارديان: “دخلنا الجناح. كان هناك ست غرف متجاورة. نظرنا داخل كل غرفة ونظرنا إلى كل شخص على السرير. في البداية قلت: هناك خطأ، مارك ليس هنا”.

وصل طبيب وأخبره أن ابنه في الغرفة الأولى. قال: “الغرفة الأولى التي نظرت فيها. لم أتعرف على ابني. كانت إصاباته لا تصدق”.

لم يسبق للطاقم الطبي رؤية مثل هذه الإصابات من قبل. فقد غطت الحروق 25% من جسد فان دونغن، واضطر الأطباء لإزالة جزء كبير من الجلد التالف جراحياً. كان وجهه مشوهاً بشدة. وفقد البصر في عينه اليسرى ومعظم الرؤية في عينه اليمنى.

عندما وصل إلى المستشفى، كان فان دونغن، البالغ من العمر 29 عاماً، قادراً على رؤية جزء من إصاباته، فصرخ وتوسل قائلاً: “اقتلوني الآن، إذا كان وجهي سيبقى بهذا الشكل، لا أريد أن أعيش”.

حوالي عام 2010، التقى فان دونغن بوالاس وبدأ علاقة معها، وهي طالبة في مجال الأزياء تكبره بما يقارب عشرين عاماً. قال والده، وهو مشرف يبلغ من العمر 56 عاماً ويقيم في بلجيكا: “كان لدي انطباع بأنها تستغله. لم أكن متأكداً من ذلك، لكنه كان يحبها. أعتقد أن مارك كان يحبها أكثر مما كانت تحبه هي”.

وأضاف أنه بذل جهداً كبيراً في علاقته الخاصة مع والاس: “كنت دائماً أتعامل معها كأنها ابنتي، كنت دائماً جيداً جداً معها”.

بينما كان فان دونغن في غيبوبة، بدأ رجال الشرطة في تجميع ما حدث. كانت التحقيقات صعبة ومؤلمة لجميع الأطراف. وكانت إصابات فان دونغن بالغة لدرجة أن المحقق الرئيسي، المفتش بول كاتون، احتفظ بالصور في خزانة مقفلة ومنع تسريبها في النت.

توصل المحققون إلى أن العلاقة بين فان دونغن ووالاس انهارت في أغسطس 2015، وبدأ فان دونغن يواعد امرأة أخرى. في سبتمبر 2015، اشترت والاس زجاجة تحتوي على لتر من حمض الكبريتيك عبر الإنترنت من أمازون. أزالت الملصق عنها وبحثت عن هجمات الحمض على الإنترنت. كما أخبرت أخصائية نفسية بأنها تشعر أحياناً “أنها قادرة على تدمير كل شيء حولها” عندما يتحدث شخص بطريقة لا تعجبها.

وأظهرت سجلات الشرطة أنه في اليوم الذي اشترت فيه الحمض، اتصل فان دونغن برقم الطوارئ 999 وأبلغ الشرطة أن والاس كانت تضايقه هو وصديقته الجديدة. اتصل أحد الضباط بوالاس وحذرها بموجب قانون الحماية من المضايقات.

لم يتمكن فان دونغن من توضيح التفاصيل للشرطة إلا بعد مرور عشرة أشهر على الهجوم، أي في يوليو 2016. في ليلة 22 سبتمبر، ذهب إلى شقة والاس وبقي هناك تلك الليلة. وفي ساعات الصباح الباكر، استيقظ ليجدها تضحك وتقول: “إذا لم أستطع الحصول عليك، فلن يحصل عليك أحد”، ثم ألقت عليه الحمض.

جلست بعدها على الاريكة وهي تشاهد وتسمع مارك يصرخ من الالم، خرج مارك وهو يترنح الى الشارع لكي يحصل على المساعدة بدأ جلده يتساقط شاهده الجيران وظنوا انه مغطى الوحل ولكن خرج اخرون وشاهدوا المنظر الفظيع فاجلسوه تحت الماء حتى جاء الاسعاف الذي نقله وهو في حاله حرجة حيث ان الحمض قد وصل للعظم في بعض اطراف قدميه وقد ذابت عينه اليسرى بالكامل.

تحسنت حالة فان دونغن الصحية ببطء وبشكل طفيف، حيث استعاد القدرة على الكلام لكنه لم يستعد أي حركة أسفل رقبته. شُخّص بالاكتئاب، وكان في بعض الأحيان يشعر بالتوتر ويعامل الطاقم بعنف وغضب. لم يكن قادراً على إطعام نفسه أو تنظيف نفسه أو استخدام المرحاض. كان أحياناً يقول إنه يريد أن يعيش، وأحياناً أخرى يفضل الموت.

بحلول نوفمبر 2016، شارك 29 مختصاً في رعايته في مستشفى ساوثميد. وأصبح واضحاً أن فان دونغن بحاجة إلى رعاية دائمة ومستمرة مدى الحياة، فتم العثور على دار رعاية له في غلوستر. انتقل إليها في 22 نوفمبر 2016.

قال والده: “سألت مارك: ‘هل ترغب أن أساعدك في الانتقال؟’ فقال مارك: ‘أبي، أود أن أقوم بذلك بنفسي حتى أشعر ببعض الاستقلالية.’ ثم عاد كيس فان دونغن إلى بلجيكا”.

خضع مارك لفحص من قبل ثلاثة استشاريين أكدوا أن حالته، وفقاً لتقديرهم، تمثل “معاناة جسدية ونفسية لا تطاق”، ووافقوا على أنه يستوفي المعايير القانونية للقتل الرحيم بموجب القانون البلجيكي.

قال والده: “لا أحد يريد أن يعيش هكذا. لم أعد أبتعد عن سريره. كان يشعر بالحكة باستمرار، وكنت مضطراً لدعم ذراعه ومحاولة تخفيف ألم الأعصاب. كان هناك غشاء حول العظام – كان مليئاً بالثقوب، إذ واصل حمض الكبريتيك التسبب في الحروق. كان الألم لا يحتمل”.

تم تنفيذ القتل الرحيم في 2 يناير 2017. قال والده: “كان مارك في الواقع إيجابياً إلى حد ما. أرادوا إخراجي من الغرفة. قال مارك: ‘لا، أريد أن يكون والدي معي في رحلتي الأخيرة.’ في الساعة 7:15 مساءً، تحقق الأطباء من أنه واثق تماماً وأن جميع القوانين قد تم الالتزام بها. جاء الطبيب وساعد ابني لإنهاء حياته”.

بدأت محاكمة والاس في عام 2018، اي بعد ثلاث أعوام من الحادثة.

قال كيس فان دونغن إنه كان مصمماً على ضبط نفسه عندما أدلت والاس بشهادتها. فقد اتهمت ابنه بأنه كان متحكماً وعنيفاً وادعت أنها كانت تعتقد بأنها ألقت عليه كوب ماء فقط. وأضاف: “وعدت مارك ألا أغيب دقيقة واحدة عن جلسات المحكمة. لم يكن هناك شيء يمكن أن يمنعني من دخول قاعة المحكمة”.

“كان الأمر أسوأ من أن يُقتل بالرصاص. لا أحد يستطيع أن يتخيل معاناة مارك، ذلك الألم الرهيب والبؤس الذي مر به ذلك الشاب. لا أحد يستطيع تخيله.”

ولكن هيئة المحلفين كان لهم رأي آخر فلم يتم الحكم على والاس بجريمة قتل من الدرجة الاولى ولا الثانية بل تم اعتبار اعتداءها كأي اعتداء بضرب او تنعيف لا أكثر وتم الحكم عليها بالسجن 12 سنة فقط.

وليس من المستغرب ان نشهد هذا فبريطانيا اصبحت بالاونة الاخيرة تتساهل مع مرتكبي الجرائم من السود والهنود وذلك كنمط من محاولة تقليل العنصرية وقد شهدت بريطانيا منذ 2012 زيادة ملحوظة في تسجيل حوادث اغتصاب وقتل من قبل ذوي البشرة السوداء والهنود والباكستان على ذوي البشرة البيضاء وهو مازاد من غضب السكان الاصليين ان حكومتهم فاسدة لا تحميهم.

من المتوقع أن تخرج والاس من السجن في عام 2027.

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
اظهر جميع التعليقات
error: نظرًا لكثرة حالات سرقة المحتوى من موقع تحقيق وإستخدامه على اليوتيوب ومواقع اخرى من دون تصريح، تم تعطيل خاصية النسخ
0
ما رأيك بهذه المقالة؟ شاركنا رأيكx
()
x