اختفت مابيل كرومباك، البالغة من العمر 19 عامًا، من منزلها في تورونتو، أونتاريو، في الساعات الأولى من صباح 28 مايو 1950، ولم يُعثر عليها منذ ذلك الحين.
في عام 1950، كانت مابيل كرومباك تقيم مع والديها وإخوتها في شارع ويلارد بمدينة تورونتو الكندية. حوالي منتصف الليل يوم 28 مايو، أوصلها صديقها جيم براين إلى المنزل بعد خروجهما معًا في موعد.
دخلت مابيل إلى منزلها ثم اختفت ولم تُرَ مرة أخرى.
كان والداها، شيلدون وهيلين، في حفل زفاف بمدينة ديترويت في ولاية ميشيغان، وكان شقيقها الأصغر بروس خارج المنزل. أما شقيقها غاري، البالغ من العمر ثمانية أعوام، فكان الشخص الوحيد الآخر الموجود في المنزل عندما عادت مابيل من موعدها.
وفقًا للتقارير الأولية، ذكر غاري أنه استيقظ أثناء الليل وسمع أصوات ارتطام على الأرض ثم على درج القبو، وعاد للنوم دون أن يتحقق من مصدر الأصوات. وفي تقارير لاحقة، قال إنه سمع أصوات رجال وما وصفه بصوت شجار كلاب.

أفاد الجيران بسماعهم أصوات رجال ثم صرخة قادمة من مطبخ عائلة كرومباك قرابة الساعة الثانية صباحًا. كما أبلغ أحد الجيران عن رؤية ثلاثة رجال غرباء في سيارة متوقفة بالحي.
بحسب والدتها، عاد والدا مابيل إلى المنزل في وقت لاحق من يوم 28 مايو ووجدا كلا بابي المدخل غير مغلقين وأحد الأبواب مفتوحًا، وهو أمر غير معتاد لأن مابيل لم تكن لتتصرف بتلك الطريقة.
أظهر البحث في غرفة مابيل أنها أخذت قميصًا منقوشًا بالأحمر والأسود، وتنورة زرقاء منقوشة، وزوجًا من الأحذية السوداء. كانت سراويل نومها مطوية بعناية أسفل وسادتها، بينما اختفى الجزء العلوي من ملابس النوم. بقيت حقيبتها ومحفظتها في غرفتها.
لم تظهر أي علامات عنف في المنزل.
وردت عدة بلاغات عن مشاهدات محتملة لمابيل بعد اختفائها، إلا أنه لم يتم تأكيد أي منها. إحدى هذه البلاغات تتعلق بفتاة صغيرة مضطربة توسلت المساعدة إلى مدير مخيم سياحي في أنكاستر، أونتاريو، في 9 يونيو. ذكرت الفتاة أنها كانت تُجبر على الذهاب مع الرجل الذي كان يرافقها، وأنها لا ترغب بذلك. كان الرجل يبلغ طوله حوالي ستة أقدام ويعاني من شق في الشفة. مع ذلك، كانت الفتاة ذات شعر أشقر مصبوغ، في حين أن مابيل كان شعرها أسود، كما أن ملابسها لم تتطابق مع ما أخذته مابيل معها عند اختفائها. كما بدا أن الفتاة كانت تحت تأثير المخدرات.

تجاهل مدير المخيم السياحي توسلات الفتاة للمساعدة، ليعلم لاحقًا باختفاء مابيل. وتبعد أنكاستر نحو ساعة بالسيارة جنوب غرب تورونتو. من المحتمل أن تكون هذه الفتاة هي مابيل، وربما تم صبغ شعرها لإخفاء هويتها.
في أعقاب اختفاء ابنتهما، انتقل والدا مابيل من منزلهم في شارع ويلارد واستقروا في غويلف، أونتاريو، ثم لاحقًا في ويلينغتون، أونتاريو. وقد توفيا فيما بعد. ولا يُعرف ما إذا كان إخوة مابيل لا يزالون على قيد الحياة. ووفقًا لما نشرته صحيفة برانتفورد إكسبوزيتر عام 2008، فقد رفضت عائلات إخوة مابيل مرارًا طلبات إجراء مقابلات معهم، مؤكدين رغبتهم في نسيان أمرها.
على مايبدو الشخص الذي أخذ مابيل كان على معرفة بها. لم تكن هناك أي علامات عنف في المنزل، ما يعني عدم وجود أي مقاومة أو آثار دماء، وهذا يدفع للاعتقاد بأنها ربما سمحت طواعية بدخول شخص تعرفه إلى المنزل، أو أن الشخص كان موجودًا بالفعل بالداخل. كما أن هذا الشخص أو الأشخاص كانوا يعلمون أن والديها لن يعودا إلى المنزل إلا في وقت لاحق من يوم 28 مايو.
ربما يكون صديقها هو الشخص المعني، رغم أن ذلك يبدو واضحًا جدًا. لكنه كان آخر من رآها؛ فقد أوصلها إلى المنزل عند منتصف الليل. وسمع الجيران أصوات رجال بعد ساعتين من ذلك من داخل المنزل. وأشارت تقارير سابقة إلى أن مابيل لم يكن لديها أصدقاء ذكور كُثر. فهل هي مجرد صدفة أن تختفي بعد فترة وجيزة من مغادرة جيم؟ ربما نشب بينهما خلاف تلك الليلة.

خاطف مابيل لم يأخذ أو يؤذِ شقيقها غاري. إما أنه لم يكن يعلم بوجود غاري في المنزل، أو أنه كان يعرف ولم يكن يهمه أمره. أرجح الاحتمال الثاني، حيث أعتقد أن الخاطف كان يعلم بوجود غاري لكنه لم يهتم به لأن هدفه كان مابيل.
ذكرت تقارير مبكرة أن أحد الجيران مر بجوار المنزل وسمع أصوات نقاش مرتفعة، واعتقد أن والدي مابيل كانا يوبخانها. إذا كان هذا صحيحًا، فهل كانا حقًا والديها؟ هل حضرا فعلًا حفل الزفاف في ديترويت؟ ولماذا افترض الجار أن مابيل هي من كانت تُوبَّخ؟
أما رواية غاري لما حدث فهي مربكة؛ إذ يبدو أنه قدم نسختين مختلفتين. في الأولى، قال إنه سمع أصوات ارتطام على الأرض وعلى درج القبو. وفي الثانية، ذكر أنه سمع شجار كلاب وأصوات رجال. ووفق تقرير Doe Network، سمع غاري نباح كلب (ويُفترض أنه كلب عائلة كرومباك)، وصوت مابيل مختلطًا بأصوات رجال. فهل هذه نسخة ثالثة؟ مع الأخذ في الاعتبار أنه كان يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط، إلا أن اختلاف الروايات قد يجعله شاهدًا غير موثوق بسبب صغر سنه. ولا يُعرف ما إذا كان قد تعرف على أي من الأصوات. كما أن تعدد الروايات قد يشير إلى أنه ربما كان يخفي الحقيقة عن شخص يعرفه، مثل والديه أو صديقها.
كان الجزء العلوي من ملابس نوم مابيل مفقودًا، بينما وُضعت السراويل مطوية بعناية تحت وسادتها. لماذا تترك السروال وتأخذ القميص؟ ولماذا كانت السراويل مطوية؟ إما أنها قامت بذلك قبل اختفائها، وهو ما أستبعده، أو أن شخصًا آخر فعل ذلك، وفي هذه الحالة فإن التصرف يوحي بأن امرأة هي من قامت بذلك؛ فالغريب، خاصة إن كان رجلًا، لن يهتم بطي الملابس بهذه الطريقة.

كانت حقيبة يد مابيل ومحفظتها في غرفتها، ومن المعروف أن الفتاة لا تتركهما خلفها أبدًا. من الغريب أيضًا أنها أو شخصًا آخر أخذ مجموعة من ملابسها معها. مرة أخرى، إذا كان من اختطفها غريبًا، فلن يهتم بأخذ ملابسها؛ بل كان سيأخذها بسرعة دون اهتمام بتلك التفاصيل.
بالنسبة للمشاهدة المزعومة لمابيل التي تم ذكرها سابقًا، ليس من المرجح أن تكون هي. فقد حدثت هذه المشاهدة بعد حوالي أسبوعين من اختفائها، ولو كانت لا تزال على قيد الحياة حينها لظهرت مشاهدات أخرى بينها وبين تلك الفترة. كما أن فكرة إبقائها على قيد الحياة كل هذا الوقت تبدو غير منطقية. أما تجاهل مدير المخيم السياحي لتوسلات الفتاة فهذا تصرف غير مفهوم وغير إنساني بشكل كبير.
لا أعتقد أن اختفاء مابيل كان نتيجة خطف عشوائي؛ فمن غير المنطقي أن يغامر الجاني بالدخول للمنزل دون التأكد من عدم وجود أشخاص آخرين. أرجح أن مابيل كانت تعرف الشخص الذي أخذها، وهو على الأرجح من قتلها لاحقًا.
أمر آخر يثير الاستغراب هو رغبة عائلات إخوتها في نسيانها وعدم الحديث عنها. لماذا وكيف يمكنهم فعل ذلك؟ إما أنهم يفتقرون للتعاطف أو أن القضية لها ارتباط مباشر بأفراد العائلة. أعتقد أن الاحتمال الثاني هو الأقرب، سواء كان الأمر يتعلق بوالديها أو أحد الأقارب أو صديقها. فعادةً لا ترغب عائلات المفقودين في نسيانهم أبدًا؛ وهذا وحده يحمل الكثير من الدلالات.