قبل أن تحوّل هوليوود قصص الأشباح إلى أفلام رائجة، صنع إد ولورين وارين اسمًا لأنفسهم عبر التحقيق في قضايا غريبة وظواهر خارقة.
في عام 1952، أسس الزوجان جمعية نيو إنغلاند للأبحاث الروحية، وفي قبو مركز بحثهما، أنشئا متحف خاص بهم، المزود بالأشياء الشريرة والقطع الشيطانية بشكل مرعب.
ومع ذلك، كانت الغاية الأساسية للمركز هي أن يكون مقرًا لعمليات الزوجين، وفقًا لإد ولورين وارين، قاموا بالتحقيق في أكثر من 10,000 حالة خلال مسيرتهم المهنية بمساعدة من الأطباء والممرضات والباحثين ورجال الشرطة، وادعى كلا منهما أنه مؤهل بشكل فريد للتحقيق في الظواهر الغريبة وغير المعتادة.
صرّحت لورين وارين أنها تستطيع رؤية الهالات حول الأشخاص منذ كان عمرها سبع سنوات أو ثمانية سنوات، ولكنها كانت خائفة من أن تخبر والديها لأنهم قد يظنّون أنها مجنونة، لذلك احتفظت بقدراتها لنفسها.
ولكن عندما التقت بزوجها إد وارين عندما كانت في سن 16 عامًا، عرف أن هناك شيئًا مختلفًا فيها. قال إد نفسه إنه نشأ في منزل مسكون وأصبح خبيرًا في مجال الشياطين نتيجة لذلك.
لذلك، جمع لورين وإد وارين مواهبهم معًا وانطلقوا للتحقيق في الظواهر الخارقة، ما اكتشفوه يكفي لإبقائك صاحيًا طيلة الليل.
قضية الدمية أنابيل
في صندوق زجاجي مغلق في متحفهما، يوجد دمية تدعى أنابيل وعليها لافتة تحذيرية تقول “ممنوع فتحه بأي حال من الأحوال”. قد لا تبدو الدمية مخيفة، ولكن من بين جميع الأشياء في المتحف ، “هذه الدمية هي التي سأخاف منها أكثر”، كما قال توني سبيرا، إبن زوج لورين وارين.
وفقًا لتقرير وارين، لاحظت ممرضة عمرها 28 عامًا التغير في وضعية الدمية التي حصلت عليها كهدية في عام 1968، ثم بدأت هي وزميلتها في اكتشاف أوراق بها رسائل مكتوبة تطلب المساعدة مثل “ساعدني، ساعِدنا”.
بعد ذلك، بدأت الدمية في الظهور في غرف مختلفة وتسرب الدم منها. لم تعرفا ما يجب فعله، لذا توجهت المرأتان إلى وسيطة روحانية قالت لهما إن الدمية تحوي روح فتاة صغيرة تُدعى أنابيل هيغينز.
في هذا الوقت، أبدى إد ولورين وارين اهتمامًا بالقضية واتصلوا بهما، بعد تقييم الدمية، قالت لورين: “توصلنا إلى استنتاج فوري بأن الدمية نفسها لم تكن هناك بها روح وإنما كانن مستحوذة من قبل كائن غير بشري”.
توصلت تقييمات عائلة وارين إلى أن الروح في الدمية كانت تبحث عن استحواذ على جسد بشري، لذا قاموا بأخذها من السيدتين للحفاظ عليهما بأمان.
أثناء قيادتهما بالسيارة مع الدمية، فشلت فرامل السيارة عدة مرات. قاموا بالتوقف ورشوا الدمية بالماء المقدس، ويقولون أن المشكلة في سيارتهم توقفت بعدها.
وفقًا لإد ولورين وارين، استمرت دمية أنابيل في التحرك بمفردها في منزلهما أيضًا. لذا، قاموا بقفلها في صندوق زجاجي وختمها بصلاة تثبيت.
ولكن حتى الآن، يقول الزائرون إلى متحف الوارينز أن أنابيل لا تزال تسبب الشغب، وربما تنتقم من المشككين، يُذكر أن زوجًا من غير المؤمنين تعرضوا لحادث دراجة نارية بعد زيارتهم المتحف، وصرح الشخص الباقي على قيد الحياة بأنه كان يضحك على أنابيل قبل الحادث.
قضية عائلة بيرون
بعد أنابيل، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى قام إد ولورين وارين بالتحقق من حالات أخرى ذات مكانة عالية. بينما خدمت عائلة بيرُون كمصدر إلهام لفيلم “The Conjuring”، يعتقد الوارينز أنها حالة حقيقية ومروعة جدًا.
في يناير 1971، انتقلت عائلة بيرُون – كارولين وروجر وخمس بناتهم – إلى منزل ريفي كبير في هاريسفيل، رود آيلاند. لاحظت العائلة حدوث أحداث غريبة على الفور وأصبحت أسوأ مع مرور الوقت، بدأت المشكلة بفرشاة نظافة مفقودة، ثم تطورت إلى الأمر أكبر.
أثناء البحث عن المنزل، زعمت كارولين أنها اكتشفت أن نفس العائلة امتلكته لثمانية أجيال، خلالها توفي العديد بالغرق أو بسبب جريمة قتل أو شنق.
عندما تم استدعاء عائلة وارين، زعموا أن المنزل مسكون بروح تُدعى باثشيبا، في الواقع، عاشت امرأة تُدعى باثشيبا شيرمان في الممتلكات في القرن التاسع عشر، وكان يُعتقد حينها بأنها مستحوذ عليها من قبل شيطان ومشتبه بها في ضلوعها في جريمة قتل طفل جارها.
“أيا كانتَ الروح، فإنها تجسد نفسها سيدة المنزل وكان لديها استياء وكأنها تتحدى والدتِيوتريد الإستحواذ على مكانها ”، كما صرّحت أندريا بيرُون.
أدناه ظهور قصير للورين وارين في فيلم The Conjuring المقتبس عن قضية عائلة بيرون..
وفقًا لأندريا بيرُون، واجهت العائلة عدة أرواح أخرى في المنزل جعلت أسرتهم ترتفع في الهواء وكانت تنبعث رائحة جسد متعفن من الهواء، كما تجنبت العائلة دخول القبو.
“الأشياء التي حدثت هناك كانت مروعة للغاية”، تذكّر لورين. قام الوارينز بزيارات متكررة إلى المنزل طيلة سنوات إقامة عائلة بيرُون هناك.
ومختلفًا عن الفيلم، لم تكن هناك عملية إجراء طرد الأرواح، بدلاً من ذلك، أجروا جلسة روحانية تسببت في تكلم كارولين بيرُون بألسن مختلفة قبل أن تتعرض لهجوم من قِبَل الأرواح وتم طرحها عبر الغرفة، قلق زوجها مما حدث أثناء الجلسة على صحة زوجته العقلية، لا طالب روجر بيرُون الوارينز بالرحيل والتوقف عن التحقيق في المنزل.
وفقًا لشهادة أندريا بيرُون، نجحت العائلة أخيرًا في توفير المال الكافي للانتقال خارج المنزل في عام 1980 وتوقف الأحداث المرعبة.
قضية منزل أحداث رعب أميتيفيل
على الرغم من أن تحقيقاتهم الأخرى لا تزال مثيرة للاهتمام، إلا أن قضية رعب أميتيفيل كانت التجربة التي جلبت شهرة لإد ولورين وارين.
في نوفمبر 1974، ارتكب رونالد “باتش” دافيو جونيور، الابن الأكبر في عائلة دافيو، جريمة قتل عائلته بأكملها وهم نائمون في أسِرَّتِهِم بواسطة بندقية، وأصبحت هذه القضية المشؤومة المحفز لادعاء أن الأرواح تجول في منزل أميتيفيل.
في عام 1976، انتقل جورج وكاثي لوتز وابناهما إلى المنزل في جزيرة لونغ آيلاند وسرعان ما آمنوا بأن روحًا شيطانية تعيش هناك معهم، قال جورج إنه رأى زوجته وهي تتحول إلى امرأة عمرها 90 عامًا وتطفو فوق السرير.
كما زعموا أنهم رأوا مخاطًا يتسرب من الجدران وكائنًا شبيهًا بالخنزير، وبشكل أكثر قلقًا، كانت السكاكين تطير من فوق الأسطح وتشير مباشرة إلى أفراد العائلة.
في إحدى الليالي، آخر ليلة لهم هناك، يقولون إنه حدث دوي “بصوت عالٍ كصوت فرقة موسيقية تسير” في جميع أرجاء المنزل. بعد 28 يومًا، لم يستطعوا تحمُّل ذلك أكثر وفروا من المنزل.
زار إد ولورين وارين المنزل بعد 20 يومًا من مغادرة عائلة لوتز. وفقًا للوارينز، تم دفع إد بقوة إلى الأرض جسديًا وشعرت لورين بوجود قوة شيطانية ساحِقة. جنبًا إلى جنب مع فريقهم من الباحثين، زعموا أنهم التقطوا صورة لروح في شكل صبي صغير على السلالم.
أصبحت القصة ذات مكانة عالية لدرجة أنها أطلقت نظريات المؤامرة الخاصة بها، وأدت إلى إصدار كتب وأفلام تشمل فيلم الرعب الكلاسيكي لعام 1979 “The Amityville Horror”.
على الرغم من أن بعض المشككين يعتقدون أن عائلة لوتز قد افتَعَلوا قصتهم، إلا أن الزوجين اجتازا اختبار جهاز كشف الكذب بنجاح، واعترف ابنهم دانييل بأنه ما زال يعاني من كوابيس عن الأشياء المرعبة التي عاشها في منزل أميتيفيل.
قضية استحواذ إنفيلد
في أغسطس 1977، أبلغت عائلة هودجسون عن وقوع أمور غريبة في منزلهم في إنفيلد، إنجلترا. فلقد ذكروا أن هناك ضربات من جميع أنحاء المنزل، مما يجعل ال هودجسون يعتقدون أن المتسللين قد يكونوا يجولون حول منزلهم، استدعوا الشرطة للتحقيق ويُزعَم أن الضابط الذي وصل رأى كرسيًا يرتفع ويتحرك بشكل ذاتي.
في أوقات أخرى، كانت الألعاب مثل ليغو والكريات تطير في جميع أرجاء الغرفة وتكون ساخنة عندما يلمسها شخص آخر. انتقلت الملابس المطوية بشكل مفاجئ من فوق الطاولات لتحلق في الغرفة. تقطعت الأنوار، ودُمِرَت قطع الأثاث، وانبعث صوت كلاب تنبح من غرف فارغة.
ثم، بشكل غامض، خرجت مدخنة نارية من الحائط بذاتها، مما جذب اهتمام المحققين في مجال ظواهر خارقة من جميع أنحاء العالم – بما في ذلك إد ولورين وارين..
قام الوارينز، الذين زاروا إنفيلد في عام 1978، بالاقتناع بأنها حالة حقيقية للـ”الإستحواذ الشيطاني”، “أولئك الذين يتعاملون مع الخوارق يومًا بعد يوم يعلمون أن هذه الظواهر موجودة – ليس هناك شك في ذلك”، وفقًا لتصريح إد وارين.
ثم، بعد مضي سنتين من بدء الحالة الغامضة المعروفة باسم الرعب في إنفيلد تَوَقَّفت فجأة، ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن العائلة لم يكن لها أي دور لإيقاف المشكلات.
وفاتهما وإرثهما الباقي
إد ولورين وارين أسسا جمعية نيو إنغلاند للأبحاث الروحية في عام 1952 وكرّسا بقية حياتهما للتحقيق في الظواهر الخارقة.
على مر السنين، قدم الوارينز جميع تحقيقاتهم في المجال الخارق مجانًا، وكان مصدر أموالهم يأتي من بيع الكتب وحقوق الأفلام والمحاضرات وجولاتهم في المتحف.
تُوفِّي إد وارِن نتيجة مضاعفات سكتة دَمَاغِية في 23 أغسطس 2006، اعتزلت لورين وارِن التحقيقات النشطة بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، استمرَّت كمستشارة لـ مركز التحقيق بالخوارق الطبيعية في انكلترا حتى تاريخ وفاتها في عام 2019.
وفقًا لموقع الوارينز الرسمي، فقد تولى صهرهم توني سبيرا منصب مدير والحافظ الأول على متحف وارين في مونرو، كونيتيكت.
انتقد العديد من المشككين إد ولورين وارِن على مر السنين، قائلين إنهم جيدين في سرد قصص الأشباح، لكنهم يفتقرون إلى أية أدلة حقيقية. ولكن دائمًا أصر إد ولورين وارِن على أن الأحداث مع الشياطين والأشباح حدثت بالضبط كما وصفوها.
سواء كانت قصصهم حقيقية أم لا، فإنه من الواضح أنهم نجحوا في ترك بصمة في عالَـمِ الظاهور الخارقة، يؤكدهذَا إرثهم بالعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تم إِنْتَاجُهَا بناءً على قصصهم المرعبة الشهيرة.
المصدر: ترو كرايم، تحقيقات خارقة للطبيعة، مجلة سام مورينز