تفاصيل مقتل جون بنيت رامسي – المقابلة المريبة مع شقيقها

كما ذكرنا في مقالات سابقة، استيقظت باتسي رامسي في الصباح الباكر من يوم 26 ديسمبر عام 1996 لتجد ملاحظة طويلة أشبه ما تكون برسالة فدية وليست ملاحظة خاطف، ملخصها انه قد خطف ابنتهم ويريد مبلغ …

تحذير - قد تحتوي المقالة على مشاهد ونصوص مزعجة وحساسة، يرجى اخذ الحيطة.

كما ذكرنا في مقالات سابقة، استيقظت باتسي رامسي في الصباح الباكر من يوم 26 ديسمبر عام 1996 لتجد ملاحظة طويلة أشبه ما تكون برسالة فدية وليست ملاحظة خاطف، ملخصها انه قد خطف ابنتهم ويريد مبلغ قدره 118 ألف دولار أمريكي، لتكتشف الشرطة لاحقًا جثة جون بنيت في قبو منزلهم لتتحول بعدها الجريمة من خطف إلى قتل.

بروك رامسي وهو شقيق جون بنيت رامسي البالغ من العمر 9 اعوام وقت حصول الجريمة، لم يعتبر متهمًا في البداية ولكن الشرطة أرادت عمل مقابلة معه كشاهد في تلك الليلة التي قُتلت فيها جون بنيت، ولكن والداه كانا يماطلان ويؤجلان سير الأمور، حتى سمحا لإخصائية نفسية من اختيارهما أن تلتقي به وتم تسجيل الفيديو للشرطة، ولكنه لم يُنشر للعامة بشكل كامل فقط بعض المقتطفات منه وما عرضه وثائقي قناة CBS.

من ضمن الملاحظات أثناء مقابلة الاخصائية النفسية لبروك رامسي عندما سُئل: “ما الذي تعتقد إنه حدث لجون بنيت رامسي؟ ” كانت اجابته على هذا النحو:

” اعتقد ان شخصًا ما خطفها بصمت، ومشى باطراف اصابعه الى القبو ومن ثم أخذ السكين وضربها (وهو يقلد حركة السكين)، او شيء مشابه لهذا، او ربما بمطرقة وضربها على رأسها!”.

الغريب بالأمر انه عندما كان يتكلم عن الحادثة كان يبدو طبيعيًا تمامًا وكأنه يشرح تفاصيل عطلة نهاية الاسبوع، حيث كان عديم العاطفة، فنحن نتحدث هنا عن شقيقته التي توفيت وليست أحداث فيلم ما، فهو لم يظهر أي مشاعر حزن بعد مقتلها وهو ما يجلب الريبة بشكل مخيف.

وعندما استمر يسرد الأحداث وكيف أنه سمع امه تبكي وتتصل بالشرطة إلا أنه لم يترك سريره ليعرف ماحصل بل استمر في نومه بحسب رواية الاهل وما استمر بروك يردده أنه كان نائمًا وانه ينام بعمق ولم يستيقظ حتى وصول الشرطة.

عندما قام بتقليد حركة السكين ومن ثم حركة المطرقة كانت حركة اليد هي نفسها، فتقليد حركة السكين لا يكون برفع يدك عاليًا ومن ثم انزالها الى الاسفل كما تفعل بالمطرقة فإذا أردت تقليد حركة السكين (الطعن) سيكون مستوى حركتك نفس مستوى جسدك او على الأقل ستكون طريقة تخيلك لامساكك للسكين مختلفة عن المطرقة، وكأنه يعلم تمامًا مستوى الضربة ولكنه بدأ بضرب امثلة السكين والمطرقة وقام بتقليد نفس الحركة التي أودت بحياة جون بنيت رامسي، والأهم، كيف عرف انها تلقت ضربة على الرأس في البداية؟

وحين طلبت منه الاخصائية النفسية رسم عائلته لاحظت ان بروك رامسي لم يرسم جون بنيت رامسي، وقد كان هذا تصرفًا غريبًا، فوفاة شقيقته لا يعني أنها لم تعد جزء من العائلة، عادة يستمر الاطفال يرسم أفراد عائلتهم حتى بعد الوفاة على الأقل في الفترة الحديثة لوفاتهم، حيث لم يمر سوى شهر واحد على مقتل اخته كيف استطاع محوها بهذه السرعة؟

اضافة لهذا فإن بروك لا يبدو قلقًا من ان يتكرر ماحصل مع شقيقته مرة اخرى، فيبدو بكامل الثقة ان الجريمة لن تتكرر، كطفل عاش تجربة قتل اخته الصغرى ما الذي لايدفعه بالتفكير ان القاتل قد يعود لقتله هو ايضًا؟ لماذا هو على ثقة تامة ان هذا الامر لن يتكرر؟

أي طفل يجب أن يكون مذعورًا مما حصل ولن يستطيع التحدث بهدوء عن الجريمة دون الشعر بالخطر.

في يونيو عام 1998 وافقت عائلة رامسي السماح لمحقق يمثل مكتب المدعي العام من شرطة مدينة بولدر بمقابلة بروك، حينها لم يعامل بروك رامسي كمتهم حيث أرادت الشرطة استجوابه كشاهد محتمل، وقد وافق والداه على الاستجواب رغبة منهم بان يتم اعفاءه من المثول أمام هيئة المحلفين الكبرى، الا ان شرطة بولدر لم تعدهم بشيء، ولم يتحقق ما أراد الوالدان، حيث تم استدعائه كشاهد أمام هيئة المحلفين الكبرى في السنة التي تليها.

استمرت المقابلة لستة ساعات تم تقسيمها الى ساعتين في اليوم لمدة ثلاثة أيام، ولم تنشر المقابلة كاملة للعلن، هنالك تجميعات مما تم عرضه على موقع Radar online والوثائقي الذي قدمته CBS و A&E وبرنامج الدكتور فيل، وقد نشرنا جزء منها في مقالة سابقة بعنوان طاسة الأناناس والمصباح اليدوي، يمكنكم قراءتها من هنا.

قام بالمقابلة المحقق دان شولر، نتابع تكملة من مقتطفات ماجاء فيها:

د.ش: انت على دراية ان كل ماحصل معك ومع والداك هو شيء مؤلم، اليس كذلك؟

ب.ر: ممكن.

د.ش: لماذا تعتقد انك هنا اليوم؟

ب.ر: لانك تريد ان تعرف من قتل اختي.

بروك رامسي وحديثه عن ليلة عيد الميلاد وصباح عيد الميلاد:

د.ش: ليلة عيد الميلاد، لنتحدث عنها، قلت انك كنت متشوقًا لها، حتى أنك حاولت أن تبقى مستيقظًا؟

ب.ر: نعم، حاولت عدم النوم في تلك الليلة.

د.ش: حسنا، هل تتذكر مالذي كانت تفعله جون بنيت، وهل كانت متشوقة؟

ب.ر: نعم، اعتقد انها نامت في غرفتي لكي ايقظها، فانا دائمًا استيقظ قبلها.

د.ش: متى استيقظت؟

ب.ر: الساعة الخامسة، لأنه عيد الميلاد.

د.ش: وما الذي فعلته، هل ايقظت جون بنيت رامسي؟

ب.ر: لقد بدت انها تغط في نوم عميق، لذا انتظرت قليلا قبل ان اوقظها.

د.ش: وما الذي فعلته بعدها؟

ب.ر: ذهبنا بعدها لإيقاظ ابي وامي، من ثم ذهبنا لفتح الهدايا.

د.ش: دعنا نتأكد من هذا.

ب.ر: انتظر، لقد طلبوا منا إيقاظهم في ساعة محددة، وانا لدي ساعة صغيرة في غرفتي، لذا ذهبت وايقظتهم عندما حان الوقت.

د.ش: انت وجون بنيت رامسي كنتما مستيقظان؟

ب.ر: نعم.

د.ش: ولم تعد للنوم أبدًا؟

ب.ر: كلا.

د.ش: كيف تنتظران الى ان تستيقظ والدتكما، فالوقت مبكر جدًا، اليس كذلك؟

ي.ر: نعم، كنا نلعب في غرفتي.

د.ش: هل تتذكر مالذي لعبته او فعلته؟

ب.ر: اعتقد اننا لعبنا على جهاز “نينتندو” فانا لدي تلفاز في غرفتي.

“هنا بروك يقصد نينتندو النسخة الاقدم فلقد تلقى هدية عيد الميلاد جهاز نينتيندو 64، الأحدث”

ب.ر: فتحنا الهدايا.

د.ش: مالذي تتذكره في ذلك الصباح وعن الأمور المبهجة التي حدثت معك، مالذي كنت تفعله؟

ب.ر: اتذكر اني ركبت الدراجة.

د.ش: هل تلتقطون الكثير من الصور في عائلتكم، أثناء فتح الهدايا وما شابه؟

ب.ر: نعم، نقوم بفتح الهدايا بالدور، من ثم نبدأ بفتحها تمامًا.

د.ش: تبدأ بإزالة الاغلفة كليًا.

ب.ر: نعم.

في حديثه عن جون بنيت في آخر مرة شاهدها:

د.ش: دعني اسالك، متى كانت آخر مرة رأيت فيها جون بنيت رامسي؟

ب.ر: اممم، ربما في السيارة، كانت متعبة ومستلقية.

د.ش: حسنًا.

ب.ر: هذا ما اتذكره.

ذكرياته عن تلك الليلة:

د.ش: هل تتذكر اي شيء يخص تلك الليلة، هل سمعت شيئًا ما؟

ب.ر: انا لا اتذكر اني سمعت شيئًا، فقد كنت نائمًا كما اخبرتك.

ب.ر: انا دائمًا ما أنام بعمق، ولا يمكنني سماع أي شيء.

بروك في صباح يوم 26 ديسمبر:

د.ش: هل تتذكر استيقاظك صباحًا، كي تستعد للرحلة؟

ب.ر: انا فقط اتذكر ان امي اتت مسرعة إلى غرفتي اضاءت الانوار، نظرت الى الغرفة ومن ثم خرجت مسرعة.

د.ش: هل كانت والدتك منزعجة؟

ب.ر: نعم.

د.ش: هل رأيت من قبل والدتك على هذا النحو؟

ب.ر: لا.

د.ش: هل أخافك ذلك؟

ب.ر: نعم.

د.ش: وما الذي فعلته بعدها؟

ب.ر: بقيت ممدًا من دون إغلاق عيناي، أتخيل ما قد حصل.

د.ش: هل سمعت والداك يتحدثان؟

ب.ر: انا سمعت امي تصرخ وكأنها فقدت عقلها.

د.ش: فقدت عقلها؟

ب.ر: نعم.

د.ش: هل ذهبت للأسفل لترى ما الذي يحصل.

ب.ر: لا، بقيت في سريري.

د.ش: لابد أن هذا كان مخيفًا جدًا بالنسبة اليك، كان الأمر مخيفًا بحق، ما الذي فكرت فيه؟

ب.ر: تسائلت عما حدث للتو؟

د.ش: ولم تعلم؟

ب.ر: لم اكن اعرف، بقيت في سريري خائفًا.

د.ش: لم شعرت بالخوف عندما اسرعت امك الى غرفتك؟

ب.ر: شعرت أن شيء ما سيء حدث.

د.ش: والدتك كانت فعلا مضطربة؟ كانت تبدو مضطربة، كيف كانت تبدو؟

ب.ر: طريقة دخولها وعجلتها، كنت اشعر بالقلق حقًا.

د.ش: هل كانت تتنفس بصعوبة؟

ب.ر: نعم كانت تبدو مضطربة فعلًا.

د.ش: هل كانت تتحدث بصوت عال أم خافت؟

ب.ر: كانت تقول “يا الهي” بشكل متكرر

د.ش: كيف تصف شخصًا فاقًد لعقله؟

ب.ر: المبالغة بردة الفعل، فلقد سمعتها من الاسفل وهي تقول “يا الهي” ووالدي كان يقول لها حسنا اهدئي، كانت تبالغ بردة فعلها.

د.ش: أي أنك سمعتهما من الاسفل يتحدثان، هل اخبرك والدك اووالدتك بما يحصل؟ هل شعرت بالفضول لما يحصل وحاولت النزول للأسفل.

ب.ر: ابي أتى لغرفتي واخبرني بما حدث.

د.ش: هل كان هذا بعد اتصالهما بالشرطة.

ب.ر: اعتقد انهما قد اتصلا بالشرطة.

د.ش: هل تعتقد هذا؟

ب.ر: كان هذا بعد اتصالهما.

د.ش: هل تتذكر سماع والدتك على الهاتف؟

ب.ر: لا اعتقد اني استطيع سماعها، فانا بالكاد استطيع سماعهما من الاسفل.

د.ش: حسنا، كيف كان يبدو والدك؟

ب.ر: كان يبدو انه هادئًا، انه فقط يقوم بما يجب القيام به.

د.ش: هذا يعني انه كان يحاول ان يكون هادئا؟

ب.ر: كان يحاول ذلك.

د.ش: هل رأيت والدتك على هذا النحو من قبل؟

ب.ر: لا.

د.ش: هل أخافك ذلك؟

ب.ر: نعم.

د.ش: وانا اعتقد هذا أيضًا، ما الذي كان يدور في فكرك.

ب.ر: كنت احاول ان افكر فيما قد حصل، ربما اكون مخطئًا، أو ربما الأمر متعلق بمحفظة ابي او البطاقة الائتمانية، ولكن لايبدو أن ردة الفعل تلك لها علاقة بشيء مسروق فهي مبالغ بها.

د.ش: لذا كنت تعتقد أن هنالك شيء أكبر قد حصل.

ب.ر: شيء أكثر أهمية من الأغراض والأموال.

د.ش: ما الذي خطر في بالك؟

ب.ر: ربما تكون جون بنيت قد اختفت، ولكن ما هي احتمالية حصول مثل تلك الأمور؟

د.ش: من هو الشخص الذي رأيته بعدها؟

ب.ر: رجل الشرطة جاء الى غرفتي، لا، كان ابي قد جاء ليطفأ الانوار او رجل الشرطة ليلقي نظرة على الغرفة، اممم..انتظر، انتظر لقد كان أبي من جاء ليطفأ الأنوار من ثم اتى رجل الشرطة ليلقي نظرة على الغرفة مستخدمًا مصباحًا يدويًا.

د.ش: هل سمعتهم يتحدثون؟

ب.ر: اتذكر جزئية صغيرة فقط حينما كانوا في الأسفل اثناء توتر أمي وابي الذي كان يحاول تهدئتها من ثم اتصلوا بالشرطة.

د.ش: هل رايت هذا؟

ب.ر: لا، فقط سمعتهم من الاسفل.

د.ش: هل جربت ان تلقي نظرة على ما يجري؟

ب.ر: لا

د.ش: هل غادرت غرفتك؟

ب.ر: لا.

د.ش: حتى لمجرد لحظات قليلة لرؤية مالذي يجري؟

ب.ر: لا.

د.ش: لم لا؟

ب.ر: لاني كنت خائفا جدًا، انتظر قدوم أبي ليخبرني بما علي فعله.

د.ش: ولكنك تتذكر رؤية والدتك، هل تتذكر رؤيتها وهي تذهب مسرعة للأسفل؟

ب.ر: لا.

د.ش: حسنا، لقد قاطعتك عندما تحدثت عما سمعته، وكنت تتحدث عن والدك عندما اخبر والدتك بأن يتصلوا بالشرطة، او شيء من هذا القبيل؟

ب.ر: كان يقول: “اهدئي، نستطيع الاتصال بالشرطة، لنتصل بالشرطة”.

د.ش: تستطيع أن تسمع هذا بوضوح من غرفتك؟

ب.ر: بوضوح جيد، عبر تلك المسافة.

د.ش: هل تعلم اين كانوا بالضبط في المنزل عندما كانا يتحدثان؟

ب.ر: كان يبدو أنهما في المطبخ.

د.ش: لماذا؟

ب.ر: لان الصوت كان يبدو وأنه يأتي من السلالم الخشبية المؤدية للمطبخ.

د.ش: ما أول ما تتذكره؟

ب.ر: عندما اتى والدي الى غرفتي، وأتذكر اني كنت اعرف ما المشكلة، وكنت قد خمنت قبل هذا.

د.ش: وماهي تخميناتك؟

ب.ر: ان هنالك شيء ثمين قد سُرق، أو أن جون بنيت قد خُطفت.

د.ش: حقا ولم خمنت هذا؟

ب.ر: لاني سمعت امي تقول “أين طفلتي؟”

ب.ر: كنت اتسائل عما قد حدث، هنالك شيء سي قد حدث، ولكن ماهو؟ كنت أخمن.

د.ش: اي انك كنت تشعر بالفضول؟

ب.ر: نعم.

د.ش: عندما تشعر بالفضول مالذي تفعله عادة؟

ب.ر: احاول معرفة الجواب.

د.ش: هل فعلت هذا بعد أن جاءت والدتك الى غرفتك؟

ب.ر: لا، كنت اعتقد ان احد ما سياتي ويخبرني، او اني سأعلم هذا لاحقًا.

بعد أن أخبره والده ان جون بنيت قد اختطفت:

ب.ر: جاء أبي الى غرفتي ليرى اذا ما كنت نائمًا او مستيقظًا، كنت العب بالسيارات عندما اخبرني والدي عن جون بنيت.

د.ش: ما الذي اقلقك في وقتها؟

ب.ر: كنت قلقًا اين يمكن ان تكون جون بنيت، اه و كما تعلم قلقًا إذا ما كانوا سيجدونها!

بعد معرفة بروك رامسي ان جون بنيت قد توفيت:

د.ش: متى عرفت تحديدًا ان جون بنيت قد توفيت؟

ب.ر: في منزل فرينز.

ب.ر: كنت اعتقد اني سوف اجد جون بنيت هناك، كنت اعتقد انهم وجدوها، لهذا ذهبت هناك حتى اني بدات اشعر بالراحة.

د.ش: اها.

ب.ر: ولكني وجدت الجميع حزانى، حينها اخبرني والدي ان جون بنيت في الجنة.

د.ش: وما الذي فعلته؟

ب.ر: بدأت بالبكاء، بكيت كثيرًا.

طيلة المقابلة، كان بروك رامسي غالبًا مايبتسم وبقي يتصرف على هذا النحو حتى عندما كبر حينما التقى به الدكتور فيل في برنامجه عام 2016 حيث كان يبلغ من العمر 29 عاما اظهر تصرفات ومشاعر غير لائقة، فالإبتسام على هذا النحو الغريب يجعلنا نعتقد انه فعلًا يعاني من مشاكل نفسية خطيرة أو أنه مختل عقليًا.

سيتم نشر التعليق فور الموافقة عليه.

أضف تعليق