في ١٧ أغسطس ١٩٨٠، في موقع تخييم بالقرب من صخرة أيرز المشهورة في أستراليا، تعالت صرخة أم في الظلام: “يا إلهي، الدينغو قد اختطف طفلتي!”.
الدينغو: هو كلب استرالي من فصيلة الذئاب.
قريبًا، سيختار شعب قارة بأكملها الجانب في جدل حول ما إذا كانت الصرخة التي سُمعت تلك الليلة تشير إلى حادثة قتل نادرة ومدهشة تسببت فيها كلاب أستراليا البرية، أم كانت، وفقًا لكلام الرجل الذي سيقوم في نهاية المطاف بتحقيقاته باتهامها بالقتل.
“كذبة محسوبة وخيالية.” جاءت هيئة محلفين مكونة من تسعة رجال وثلاث نساء على القصة الأخيرة وتدين ليندي تشامبرلين بقتل ابنتها البالغة من العمر عشرة أسابيع، أزاريا.
ثلاث سنوات لاحقًا، بينما كانت ليندي تتعامل مع الحياة اليومية في سجن داروين، اكتشف رجال الشرطة الذين كانوا يحققون في وفاة متسلق سقط جاكيت أزاريا بالقرب من جحر دينغو، وواجه الجمهور الأسترالي حقيقة فشل نظامه القضائي.
إذن ما الذي حدث؟
تعود إدانات الأبرياء عادةً إلى شهادات شهود عيان غير دقيقة (عادةً أقل دليل موثوق به في المحكمة بسبب التحيزات وخدع الذاكرة)، لكن ليندي تشامبرلين تمت إدانتها بناءً على دليل معيب ومحققين ومدعين عامين غير مستعدين لإعادة النظر في افتراضاتهم في مواجهة دلائل متناقضة. محاكمة ليندي تشامبرلين، وزوجها مايكل، هي درس يجب على كل من يمارس علم الطب الشرعي أن ينظر فيها بعناية.
مصرع الطفلة أزاريا ” الدينغو أخذ طفلتي “
في ١٣ أغسطس ١٩٨٠، غادرت عائلة تشامبرلين منزلها في بلدة التعدين شمال كوينزلاند، ماونت آيزا، متجهة نحو الغرب ثم الجنوب لزيارة أشهر معلم طبيعي في وسط أستراليا وهي صخرة ايرز. في ذلك الوقت من رحلتهم، كان مايكل تشامبرلين يخدم في كنيسة المحسنين السبتية في ماونت آيزا، وهي طائفة دينية غالبًا ما يتم تفسيرها بشكل خاطئ في أستراليا. كان يتطلع هو وزوجته ليندي، اللذان متزوجان منذ عشر سنوات، إلى عدة أيام من التخييم والاستكشاف مع أطفالهم الثلاثة، آيدان (٦ سنوات)، ريغان (٤ سنوات)، وأزاريا (عمرها عشرة أسابيع).
وصلت عائلة تشامبرلين متأخرة ليلة ١٦ أغسطس إلى مخيم صخرة أيرز. في الصباح التالي، صعد مايكل والولدين أجزاء من الصخرة. انطلقت ليندي، وهي تحمل أزاريا في ذراعيها، لاستكشاف تشكيلة تدعى “كهف الخصوبة”. خارج الكهف، رفعت رأسها بقلق لترى دينغو يحدق بها. لاحقًا، قالت للمحقق أنها شعرت بأن الكلب البري كان “يراقب الطفل”.
بعد غروب الشمس، اجتمعت عائلة تشامبرلين مع المتخيمين الآخرين حول الشوايات بالقرب من موقع خيمتهم. كانت ليندي تحمل أزاريا في ذراعيها بينما كانت هي ومايكل يتحدثان مع غريغ وسالي لو، زوجان شابان كانا أيضًا في عطلة مع طفل رضيع.
حوالي الساعة الثامنة، وأثناء توجه سالي لو نحو سلة المهملات للتخلص من بقايا الوجبة المسائية، التفتت لترى دينغو يتبعها بمسافة أربعة أو خمس خطوات. بعد دقائق قليلة، قام مايكل بإلهاء ابنه آيدان عن طريق رمي قطع الخبز لدينغو ظهر بالقرب من مقاعدهم بالشواية. نبَّهته ليندي: “لا ينبغي عليك تشجيعهم” تقريبًا في نفس الوقت الذي قام فيه الدينغو بالانقضاض على فأر كان يطارده الصغير آيدان.
أعلنت ليندي: “حان الوقت لأضع الطفلة في فراشها” وانصرفت إلى خيمة تشامبرلين لتجهز سريرًا مناسبًا لأزاريا. بعد عشر دقائق، وبعد ترك أزاريا مع شقيقها النائم ريغان في الخيمة، عادت ليندي إلى بقية المتخيمين بجانب مقعدهم بالشواية. صوت بكاء رضيع قادم من اتجاه الخيمة أرسل ليندي سريعًا للتحقق. ثم جاءت صرختها: “يا إلهي، الدينغو اختطف طفلتي!”.
فرانك موريس، أول محقق وصل إلى المكان، قام بإشعال الضوء عبر أرضية خيمة تشامبرلين، حيث لاحظ وجود دماء على أحد السجاد. أدت آثار الأقدام بعيدًا عن مدخل الخيمة، لكنها تلاشت عندما وصلت إلى الطريق. في ذات الوقت، كان الصبي البالغ من العمر ست سنوات، آيدان، يصرخ لسالي لو، بينما يُظهر لها سرير الرضيع الفارغ: “الدينغو أخذ الطفل ووضعه في بطنه”.
بدأ البحث عن أزاريا
سرعان ما بدأ المتخيمون في استخدام مصابيح يدوية والخروج إلى البرية المظلمة. شكل ما يقرب من ٣٠٠ رجل وامرأة ومراهق سلسلة بشرية للبحث عن آثار أو قطع من الملابس. مايكل، الذي لم يشارك في السلسلة، كان قد افترض بالفعل أسوأ الاحتمالات، قائلا لأحد المتخيمين: “ربما هي ميتة الآن”.
أربعة من رجال القانون المكلفين في البداية بقضية تشامبرلين تحدثوا أثناء تناول المشروبات في فندق ريد ساندز. عن قصة تشامبرلين، بينما حافظ فرانك موريس على آرائه. أما جون لينكولن، وفقًا لحساب جون برايسون في “شياطين الأرواح”، فهو لا يصدق قصة الدينغو: “لا فرصة. لم يحدث ذلك من قبل. هناك حقيقة لا يمكنك تجاوزها. لم يحدث أبدًا”.
لاحظ جيلروي أنه على الرغم من أنه لم تكن أي منها قاتلة من قبل، إلا أن هناك سلسلة من هجمات الدينغو الأخيرة في الحديقة على الأطفال. يسخر لينكولن بإمكانية أن يجر كلب طفلًا يزن خمس كيلو على مسافات مئوية. لإثبات وجهة نظره، غادر الغرفة وعاد بدلو مملوء بخمس كيلو من الرمل، نجح في دعمه بفمه لأقل من دقيقة. ثم تحدى الضباط الآخرين ليرى إذا كان بإمكانهم أن يفعلوا أفضل من ذلك.
بعد أسبوع واحد من اختفاء أزاريا، خرج ويلي جودوين في وادٍ على قاعدة صخرة أيرز، مع خطط لتصوير الزهور البرية على طول الطريق. وأثناء سيره على مسار كثيف الأوراق، رأى جودوين ملابس ممزقة تقع بالقرب من صخرة. عند التفتيش الدقيق، تبين أنها حفاضة ممزقة وبدلة قصيرة. أبلغ جودوين عن اكتشافه ووصل الشرطي موريس لجمع الأدلة.
في ٢٨ أغسطس، تولى المحقق الملازم غراهام تشارلوود تحقيق تشامبرلين. كان تشارلوود يمكنه التفكير في تقرير المفتش جيلروي الأولي حول القضية، الذي شمل معلومات مشبوهة. ذكر جيلروي أنه عندما قدمت ليندي أزاريا لفحص طبي، كانت الطفلة مرتدية ثيابًا سوداء بالكامل.
ويُقال أن الطبيب الذي أجرى الفحص كان يشعر بالفضول بشأن اسم “أزاريا” ليبحث عنه في قاموس الأسماء ويكتشف أنه يعني “التضحية في البرية”، كما علق جيلروي على أن ملابس أزاريا وُجدت قرب المكان الذي قامت العائلة بالتنزه فيه في وقت سابق من ذلك اليوم.
الفحوصات والإختبارت التي أجريت على الأدلة
في مناطق مختلفة حول أستراليا، من المختبرات إلى حدائق الحيوانات البرية، قام المحققون بإجراء تجارب لاختبار صدق رواية ليندي حول اختفاء أزاريا. تم فحص عينات الدم والنباتات والشعر الموجودة على ملابس أزاريا. تم تشريح الدينغو الميت الذي تم إطلاق النار عليها في منطقة صخرة أيرز بعد الاختفاء من قبل أطباء بيطريين يبحثون عن عظم بشري أو بروتين بشري.
درست التمزقات في ألياف ملابس أزاريا – هل تبدو التمزقات ناتجة عن أسنان دينغو أو عن أداة بشرية؟ في حديقة كليلاند للحياة البرية في أديليد، تم إطعام الدينغو بلحم ملفوف في حفاضة طفل، حتى يمكن دراسة الحفاضة ومقارنتها بحالة أزاريا. من خلال هذه الجهود المختلفة، بدأ المحققون في بناء قضية قتل.
الصحف الأسترالية أثارت الشكوك بأن عائلة تشامبرلين قد قتلوا طفلهم، ربما كتضحية دينية. تناولت القصص شائعات تفيد بأنهم كانوا مرتبطين بشكل ما بانتحار جماعي في جونزتاون قبل عامين، أو أنه يمكن أن يكون تم قتل آزاريا لكفارة خطايا كنيسة السبتية. لاحظ الصحفيون كثيرًا أن العديد من الأستراليين استنتجوا من المقابلات التلفزيونية مع عائلة تشامبرلين الميؤوس منهم أن سلوك الزوجين لم يتطابق مع ما كانوا يتوقعونه من زوجين فقدا طفلاً بشكل مأساوي.
في 1 أكتوبر 1980 في ماونت آيزا، أجرى تشارلوود مقابلات منفصلة طوال عدة ساعات مع ليندي ومايكل تشامبرلين. استمرت أسئلته معها على طول الجدول الزمني منذ مغادرتهم لأيرز روك حتى الأيام التي تلت اختفاء آزاريا. كانت المقابلة وديّة نسبيًا، ولكن أعربت ليندي عن إحباط متكرر بسبب تسريبات للصحافة عن اختبارات جنائية بدت تلقي الشك على قصتها. أبدى تشارلوود اهتمامًا خاصًا بردة فعل ليندي غير المألوفة على اقتراحه بأن تخضع للنوم المغناطيسي في محاولة لاستخراج تفاصيل إضافية حول رؤيتها للدينغو حول الخيمة. رفضت ليندي الفكرة فورًا قائلة: “الكنيسة لن تسمح بذلك وأنا لن أفعله”.
اُفتتح التحقيق في 16 ديسمبر 1980 بقرار من أشلي ماكناي عن إقليم الأراضي الشمالية يقدم حججا للتدخل البشري في وفاتها. يُظهر الدليل أن الثياب وُضعت في مكانها، ولم تُجرَها الدينغو وتظهر الثياب علامات على أنها تمت إزالتها من الطفلة عن طريق شخص بشري، حسبما اعتبر ماكناي. علاوة على ذلك، أضاف أن الضرر في الثياب لا يتوافق مع كونه ناتجًا عن الدينغو. استجوب ماكناي ليندي شامبرلين، لكنه فشل عمومًا في إظهارها كأم لديها إرادة أو دافع لقتل طفلها.
كانت كاميرات التلفزيون تبث مباشرة عندما أعلن باريت نتائج تحقيقه. ختم باريت نقاشه حول الأدلة على أن آزاريا “لقت حتفها عندما تعرضت لهجوم من دينغو برية وهي نائمة في خيمة عائلتها.” لم يكن أحد من والديها مسؤول عن وفاتها، لكن مع زيادة عدد الظواهر الغريبة المتعلقة بثياب آزاريا، أقنع باريت نفسه بأنه “تم أخذ جثمان آزاريا من الدينغو والتخلص منها بطريقة مجهولة، على يد شخص أو أشخاص غير معروفين”.
في ١٩ سبتمبر ١٩٨١، قام ضباط شرطة إقليم الأراضي الشمالية بتفتيش منزل شامبرلين لمدة أربع ساعات ونصف، حيث استولوا على أكثر من ثلاثمائة عنصر تتراوح بين قطع الملابس إلى مقصات إلى سيارة هولدن تورانا الصفراء التي كانوا يقودونها إلى أيرز روك.
كشف المحقق تشارلوود لليندي أن التفتيش كان مدفوعًا جزئيًا بنتائج الخبير الجنائي البريطاني جيمس كاميرون، الذي استنتج من فحص ملابس الطفلة أنه لم يكن هناك دينغو متورط في اختفائها. ردت ليندي ببرود: “لم أكن أعرف أن هناك خبراء في الدينغو في لندن”.
في نوفمبر ١٩٨١، قدم رئيس الحكومة إيفرينغهام، بصفته وزير العدل لإقليم الأراضي الشمالية طلبًا لإلغاء نتائج التحقيق الأولي بناءً على دلائل حديثة تم اكتشافها. ما أقنع السلطات في النهاية بالدفع نحو إجراء تحقيق ثاني كان وجود كميات كبيرة من الدم في سيارة عائلة شامبرلين المفككة.
فتح التحقيق الثاني في وفاة آزاريا في أليس سبرينغز في ١٤ ديسمبر ١٩٨١، أمام القاضي جيري غالفين. أوضح ديز ستيرجس، المحامي المساعد للقاضي، من خلال استجوابه، اعتقاده بأن ليندي تشامبرلين أخذت آزاريا من موقع الخيمة في مساء ١٧ أغسطس ١٩٨٠ وقتلتها في السيارة باستخدام أداة حادة، على الأرجح مقص.
كانت العديد من الأسئلة التي وُجهت إلى ليندي ومايكل تشامبرلين تتعلق بوجود الدم في سيارتهم العائلية: “هل لاحظت أي بقع دموية داخل السيارة أو خارجها عندما قمت بتنظيفها؟”, “هل تتذكر تنظيف الدم من المقاعد؟”.
استدعى ستيرجس عالمة الأحياء جوي كول، التي شهدت بأنها وجدت دماً جنينياً تحت مقعد الراكب في سيارة تورانا. وزعم جيمس كاميرون في شهادته أن الثقب الموجود في بذلة آزاريا بصعوبة يمكن أن يكون ناتجًا عن دينغو – “بل إنه أكثر توافقًا مع مقص”.
قدم المراسل من سيدني، مالكولم براون، مقارنة موجزة بين التحقيقات الاثنين للقضاة. قال براون: “كان التحقيق الأول حول الدينغو”، بينما “هذا حول الدم.” وجَّه اتهامًا لليندي شامبرلين بالقتل ولمايكل بأنه شريك مساعد بعد الجريمة.
محاكمة ليندي شامبرلين
على الرغم من عدم وجود جثة، وعدم وجود دافع، وعدم وجود شهود عيان، فتح إقليم الأراضي الشمالية قضيتها ضد مايكل وليندي تشامبرلين (وهي حامل) في محكمة ١٣ سبتمبر ١٩٨٢. جلس القاضي جيمس ميورهيد، على المقعد في القاعة المزدحمة بينما عمل محامو الطرفين على اختيار اثني عشر من المحلفين من لجنة تتكون من ١٢٣ شخصًا من سكان الإقليم. عند اكتمال عملية الاختيار، جلس تسعة رجال وثلاث نساء في كرسي المحلفين. كان المحامي الدفاعي جون فيليبس سعيدًا بالمجموعة، قائلا لزميله المحامي أندرو كيركهام: “أعتقد أننا قد قمنا بعمل جيد”.
اقرأ ايضًا: ما هو نظام هيئة المحلفين، وماذا يحدث إذا لم تتوصل لقرار؟
افتتح إيان باركر القضية للادعاء، قائلا للمحلفين إن آزاريا “توفيت بسرعة كبيرة لأن شخصًا قطع حلقها”، أضاف باركر: “لا يهتم الادعاء على اقتراح أي سبب أو دافع للقتل. فهو ليس جزءًا من قضيتنا أن السيدة تشامبرلين كانت قد أظهرت سابقًا أي مشاعر سلبية تجاه الطفل او لم تظهر”، ما وصف باركر قصة تشامبرلين عن هجوم الدينغو بأنها “كذبة خيالية، مدروسة لإخفاء الحقيقة”.
كانت شاهدة الادعاء الأولى، السائحة سالي لو، تدعم الدفاع. وصفت لو ليندي بأنها غابت عن الشواء فقط “ستة إلى عشر دقائق”، فترة قصيرة جدًا لارتكاب جريمة القتل والتخلص المؤقت من الجثة، كما ادعى الادعاء.
كما أضرت لو بقضية الادعاء بالتأكيد، حيث صرَّحت: “سمعت صوت بكاء الطفل – صراخ خطير تمامًا”، وذلك قبل أن تذهب ليندي إلى الخيمة وتروى أنها رأت الدينغو يبتعد في الظلام. خلال التحقيقات الإضافية، أكدت لو أنها “واثقة” من أنها سمعت صوت بكاء طفل – صراخ انقطع فجأة – وأن هذا البكاء “جاء بالتأكيد من الخيمة.” وصفت أيضًا ليندي قبل الحادث بأنها كانت تشع بـ”إشراقة جديدة كأم سعيدة “.
الشهادات المتناقضة
شهادات الأشخاص الذين كانوا في موقع التخييم تلك الليلة في أغسطس عمومًا قدمت نسخة من الأحداث تبدو أيضًا كما لو كانت تساعد على الدفاع أكثر من الادعاء، وكانوا شهودًا للدفاع. سُئل جريج لو، زوج سالي، خلال التحقيق على مسألة ما إذا رأى أحدًا من تشامبرلين ينظفون الدم من السيارة في الوقت الذي، وفقًا لجدول زمني للادعاء، كان يجب أن يكونوا قد فعلوا ذلك. “لا، لم أر,” أجاب لو. “كان هناك العديد من الناس في ذلك الوقت في موقع الخيمة، وأنا متأكد أنه إذا حدث شيء من هذا القبيل لكان قد لاحظ احد”.
ذكرت جودي ويست أنها سمعت ليندي تصرخ “الدينغو أخذ طفلي!” بعد “خمس إلى عشر دقائق” فقط من سماعها نباح دينغو خارج الخيمة. وقالت إنه كان نباحًا “منخفضًا” و”عميقًا”. كما شهدت أيضًا أنها سبق لها أن اضطرت لطرد دينغو حاول الإمساك بابنتها البالغة من العمر اثني عشر عامًا من ذراعها وسحبها.
أما الشاهدة ايمي ويتاكر، فقد قدمت للمحلفين دليلاً على السلوك الغريب الذي قلب الرأي العام ضد عائلة تشامبرلين في وقت سابق من التحقيق. شهدت ويتاكر بأن مايكل تشامبرلين ظهر في باب كرفانها بعد دقائق من الهجوم المزعوم من قبل الدينغو وأعلن: “لقد اختطف دينغو طفلنا، وربما قد تكون قد ماتت بالفعل”، وذكرت ويتاكر أيضًا أن ليندي قالت: “مهما حدث، فإنه بإرادة الله”، وصفت أيضًا ليندي ومايكل وهما يسيران بمفردهما إلى البُسْتان لمدة “خمس عشرة إلى عشرين دقيقة” – وهو وقت خلاله اقترح الادعاء في وقت لاحق بأنهما قد دفنا طفلهتما.
شاهد الصحفيون بداية التحول تجاه الادعاء عندما شهدوا موجة من خبراء الطب الشرعي يقفون على المنصة. شهد الدكتور أندرو سكوت، عالم أحياء من أديليد، أن دراسته تشير إلى أن الدم على سروال آزاريا انساب نحو الأسفل، من ما يبدو أنه ناتج عن القطع بواسطة أداة حادة، في منطقة الرقبة.
شهد باري كوكس بأن السروال يبدو مقطوعًا، وليس ممزقًا بواسطة دينغو. قام البروفيسور مالكولم تشايكين، خبير النسيج الرائد في أستراليا، بتوضيح للمحلفين كيف أن القطع انتجت حلقاتً صغيرةً من المنشفة، تشبه تلك التي اكتشفها المحققون في حقيبة كاميرا مايكل تشامبرلين، حيث اشتبهت الشرطة في أن ليندي قد قامت بإخفاء طفلتها الميتة مؤقتًا. خلال التحقيقات، حصل الدفاع على إقرار من تشايكين بأن الحلقات قد تكون أيضًا ناتجة عن سروال جديد غير مغسول. (قال الشامبرلينز إنهم أحيانًا يستخدمون حقيبة الكاميرا كمكان لوضع ملابس آزاريا).
لقد قدمت العالمة الأحيائية جوي كول، الشاهدة الخامسة والثلاثين للادعاء، ما أعتقد الادعاء أنه إحدى أكثر الأدلة المدمرة. أخبرت كول المحلفين أن اختباراتها أثبتت أن الدم الذي وُجد على حامل دعم لوحة التحكم في سيارة تورانا الخاصة بعائلة تشامبرلين يعود إلى رضيع.
خلال التحقيق، أجبر محامي الدفاع فيليبس كول على الاعتراف بأن “جميع العينات التي استخدمت في اختبارات الدم الفعلية قد تم تدميرها” – وهو ما وصفته بأنه “الإجراء القياسي في مختبرنا” رفع فيليبس أيضًا تساؤلات حول دقة نتائج اختباراتها والتي لايمكن التأكد منها.
الشاهد بيرنارد سيمز قام بالتحقيق في حوالي اثني عشر هجومًا من قبل الكلاب على البشر في وظيفته كطبيب أسنان في لندن. لم ير سيمز شيئًا متسقًا مع هجوم دينغو على ملابس آزاريا، ادعى أن هجوم دينغو سيسبب “نزيفًا وافرًا”، وأشار إلى أن رأس الطفل لا يمكن أن يتناسب مع فك دينغو. خلال التحقيق، أكد سيمز أن فتحة فك دينغو “لا تسمح له بالوصول إلى جمجمة الطفل”.
ثم فاجأ كيركهام سيمز بصورة لدينغو برأس دمية بحجم طفل تم التقاطها، لأول مرة، مع أسنانه القطنية تصل إلى آذان الدمية. نظر سيمز إلى الصورة، ولم يستطع سوى الاعتراف بأن افتراضاته السابقة قد تكون خاطئة.
اقرأ ايضًا: محاكمة أو جي سيمبسون ونظام العدالة الأمريكي المشوه!
كان جيمس كاميرون الشاهد الأخير للادعاء. قام كاميرون، أستاذ طب الجنائيات، بالشهادة بأن آزاريا قُتلت بواسطة “أداة قطع عبر الرقبة، أو حول الرقبة” مسك بها إنسان. قدم للمحلفين شرائح لملابس آزاريا التي تم التقاطها في مختبره بمصباح فوق بنفسجي يعتقد أنه يظهر نمط أصابع ملطخة بالدم. تركزت التحقيقات المتقابلة على الحالات السابقة التي ساهمت فيها شهادة كاميرون المواتية لصالح الادعاء في توريط مشتبه بهم بريئين فيما بعد.
في ١٣ أكتوبر، بدأ الدفاع قضيته. اختتم جون فيليبس بيانه الافتتاحي بالإشارة إلى منصة الشهود وقال: “أدعو السيدة تشامبرلين”.
شهادة ليندي ومايكل
تساقطت الدموع على وجه ليندي وهي تصف الملابس التي كانت ترتديها ابنتها في الليلة الأخيرة التي وضعتها فيها: “كان ترتدي جاكيت محاك أبيض من ماركيز، بحواف ليمونية فاتحة.” طلب فيليبس من ليندي وضع إصبعها السبابة للمعاينة على الذي قال البروفيسور كاميرون إنه يظهر أصابع ملطخة بالدم. أصبح الأمر واضحًا عندما أدرك المشاهدون أن النقش الذي أنشأه ما يسمى بأصابع ملطخة بالدم يظهر أربع عظام لكل اصبع، في حين أن لديندي شامبرلين، وكل إنسان على هذا الكوكب، له ثلاث عظام فقط.
كثيرٌ من التحقيق الذي قام به إيان باركر مع ليندي كان مُكرّسًا لوضع الشكوك في قصتها حول رؤية دينغو في محيط خيمة العائلة. طلب منها أن تشرح كيف لا يمكن للدينغو، وهو يهز طفلاً ينزف، أن لا يترك كميات كبيرة من الدم في وحول الخيمة. كما طالب المدعى عليها باستثناء الدم الجنيني الذي زعم خبراؤه أنهم وجدوه في سيارة العائلة. رفضت ليندي قائلة: “لن أتكهن حول كيف وصل هناك.” في نهاية التحقيق المتقابل الطويل، بدأ باركر في طرح “أسئلة” تكاد تكون تصريحات للمحلفين. “السيدة تشامبرلين”، قال المستشار الملكي في نقطة ما، “هل يمكنني أن أقترح لك بكل احترام أن القصة بأسرها [عن الدينغو] مجرد خيال؟”.
شهد أكثر من 12 شاهد دفاع بعد ليندي على المنصة. شهد العديد منهم عن السمعة الجيدة للشامبرلين وحزنهم على فقدان ابنتهم. قال شهود آخرون إما عن لقاءاتهم المخيفة الخاصة مع دينغو في أيرز روك، أو شهادات عامة عن اعتداءات الكلاب البرية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، ستة من خبراء الطب الشرعي من جانب الدفاع هاجموا اختبارات أو استنتاجات خبراء الادعاء المشكوك فيها، في مجالات تتراوح من الألياف إلى الأدلة الدموية.
رأى فريق الدفاع البروفيسور باري بويتشر واحدًا من أهم خبراء الطب الشرعي. هاجم بويتشر استنتاجات جوي كول بأن سيارة عائلة تشامبرلين تحتوي على كميات كبيرة من الدم الجنيني. في شهادة معقدة، حاول بويتشر شرح سبب قد يؤدي اختبار كول إلى نتائج إيجابية خاطئة للدم الجنيني. في وقت لاحق، سيقدم خبير آخر، ريتشارد نيرن، نتائج سلبية حول نتائج كول، مُجادلاً أن عدد اختبارات كول لا يعني شيئًا: “مئتان اختبار سيء أسوأ من اختبار جيد واحد”.
أتت بعض الشهادات الدفاعية الأكثر إثارة من خبير الدينغو للدفاع لياس هاريس يدعى أن دينغو بعد مراقبة فريسة بحجم آزاريا سيقوم بـ”الإمساك بها، وهذا سيكون بالرأس بأكمله، وسيغلق فكيه بما يكفي لجعل الفريسة عاجزة.” من غير المرجح أبدًا أن يظل دينغو يحوم “حول” فريسته، ادعى هاريس. وقال هاريس أنها تهز رؤوسها بشكل مميز بعد اصطياد الفريسة “لكسر العنق”.
باستثناء خبير واحد تم استدعاؤه مرة أخرى، كان شاهد الدفاع الأخير هو مايكل تشامبرلين. وفي تحقيقه مع مايكل، ركز إيان باركر بشكل كبير على أفعاله في الساعات الأولى بعد اختفاء آزاريا.
اقترح باركر أن فشل مايكل في طرح أسئلة معينة على ليندي، أو في الاندفاع إلى الأشجار بحثًا عن ابنته، كان لأنه كان يعلم بالفعل أن ليندي قتلت ابنته: “هل يمكن أن يكون ذلك لأنك كنت تعلم أن الدينغو لم يأخذها، وأنها قد ماتت على يد زوجتك؟” أجاب مايكل، بصوت منخفض، “لا”. ازدادت نبرة باركر بحدة قائلا: “القصة كلها هراء، وأنت تعلم ذلك.” “لا، السيد باركر”، أصر مايكل مرة أخرى.
استنتج المتفرجون في قاعة المحكمة أن شهادة تشامبرلين كانت تفتقر إلى الروح؛ بدت متعبة وغير مبالية بشكل غير لائق. عندما انتهت ساعاته الطويلة على منصة الشهود أخيرًا، جلس بجانب زوجته في المحكمة وأمسك بيديها.
في ختامه، أكد فيليبس أن الادعاء فشل في تقديم تفسير مقنع حتى على نحو بسيط بشأن سبب يجعل ليندي تشامبرلين ترغب في قتل طفلها الخاص. “كان لدى الادعاء سنتين وثلاثة أشهر للتفكير في سبب”، قال، “ولا يستطيعون ذلك”.
في ختام مرافعته نيابةً عن الادعاء، اعترف باركر بأنه لم يتم إثبات دافعه، لكنه أصر على أن هذا لم يكن نية الادعاء أو مهمته. “كل ما يقوله الادعاء هو أن يجب عليكم أن تصدقوا أن القتل وقع”، قال باركر للهيئة المحلفة. وقلب الطاولة عندما طلب من الهيئة المحلفة التفكير في عدم وجود دليل قد يشير إلى أن الدينغو كان مذنبًا. “كيف يمكنكم أن تدينوا [الدينغو] بناءً على هذه الأدلة؟”، سأل، مشيرًا إلى عدم وجود شعر الدينغو أو آثار سحب بجوار الخيمة، وحقيقة عدم رؤية أحد يحمل طفلاً، وحالة قفاز آزاريا نسبياً غير المتضررة”.
في 28 أكتوبر 1982، وجه الضاقي الهيئة المحلفة – بطريقة أسعدت بشكل عام الدفاع. وذكر لهم أن سالي لو تتذكر بوضوح سماع بكاء طفل يأتي من خيمة تشامبرلين، وإذا كانت صحيحة في ذلك، فإن ادعاء الادعاء بأن آزاريا كانت في تلك اللحظة في سيارة تشامبرلين مع جرح في حلقها لا يمكن أن يكون صحيحًا. غادر معظم الصحفيين قاعة المحكمة في داروين متوقعين براءة.
في 29 أكتوبر، في تمام الساعة 8:37 مساءً، أعلن رئيس هيئة المحلفين في قضية تشامبرلين حكم الهيئة. وجدت الهيئة ليندي مذنبة بالقتل، ومايكل مذنبًا بتقديم المساعدة بعد الجريمة. استقبل حكم الهيئة في جميع أنحاء أستراليا بالإجماع بتصفيق مستمر. وأشارت التقارير لاحقًا إلى أن الهيئة كانت في البداية مقسمة إلى درجة أكبر مما كشف عنه حكمها، حيث تقسمت أولًا إلى أربعة للإدانة، وأربعة لبراءة، وأربعة على حالة عدم اتفاق.
أصدرت المحكمة حكم السجن المؤبد على ليندي، لكنه علَّق حكم مايكل.
بعد شهر واحد من بدء حكمها في سجن بيريماه خارج داروين، أنجبت ليندي تشامبرلين ابنتها الثانية التي أطلقت عليها اسم كاليا. “دعهم يحاولون تفسير ذلك”، قالت.
استعادت ليندي بعض الحرية، مؤقتًا، عندما تم الإفراج عنها بكفالة في انتظار استئنافها. رُفض استئنافها أمام المحكمة الفيدرالية، بأغلبية، في أبريل 1983. وبعد عشرة أشهر، رفضت المحكمة العليا في أستراليا إبطال حكم الإدانة لها، ووجدت ليندي نفسها مجددًا في قسم بسجن بيريماه.
وبينما كانت ليندي تقضي أيامها في سجن على تلة بالقرب من داروين، ساعدت التقارير الجديدة التي أثارت شكوكًا حول الأدلة العلمية للادعاء في تحفيز حركة “الحرية لـ ليندي” المتزايدة. أدانت من بين هذه التقارير الجديدة تلك التي أظهرت أن ما ادعى به الادعاء أنه دم طفل مقتول في سيارة تشامبرلين كان في الواقع ليس دمًا على الإطلاق – إنه كان عبارة عن طلاء. وقد وقّع أكثر من 100,000 شخص في أستراليا على عروض تطالب بإطلاق سراحها. ظلت البلاد، ومع ذلك، مقسمة بشكل عميق بشأن هذه القضية، حيث أظهر استطلاع للرأي أن 52٪ من سكان البلاد يعتقدون بإدانتها بالقتل.
تمكَّن المتسلّق الإنجليزي ديفيد بريت، دون قصد، من إطلاق سراح ليندي بعد فشل العديدين قبله. فعل ذلك في يناير 1986 عندما سقط من صخرة أيرز خلال تسلّق مساءً وقتل نفسه. وبعد ثمانية أيام من الحادثة، تم اكتشاف جثة بريت تحت المنحدر حيث فقد توازنه، في منطقة مليئة بأوكار الدينغو. وبينما كانت الشرطة تفتش المنطقة بحثًا عن عظام مفقودة قد يكون قد حملها الدينغو، اكتشفوا سترة طفل كانت بيضاء:، وتبين أنها سترة آزاريا المفقودة.
بناءً على الشكوك التي أبداها الادعاء بقصة ليندي حول سترة الطفل المفقودة، بدا أنه لم يكن هناك خيار آخر الآن. أمر رئيس الوزراء بإطلاق سراح ليندي من السجن. ارتدت ليندي فستانًا ورديًا ونظارات شمسية، وصعدت إلى سيارة ليموزين عند بوابات سجن بيريماه في 7 فبراير 1986 محاولة بدء حياة ثانية.
لحق التحقيق القضائي بإطلاق سراح ليندي من السجن، وفي هذا التحقيق كان على الشهود السابقين في الادعاء شرح الكثير. في مايو 1987، أصدر القاضي تريفور مورلين تقريرًا بطول 379 صفحة ينتقد تقنيات التحقيق لجوي كول، جيمس كاميرون، وشهود الادعاء الرئيسيين الآخرين في المحاكمة.
أولى أهمية كبيرة للشهادات الموثوقة التي قدمها زملاء تشامبرلين في التخييم، ملاحظًا: “إنه أمر غير عادي أن يتفق الأشخاص في منطقة الشواء في أنهم لم يلاحظوا شيئًا عن مظهرها وسلوكها يوحي بأنها قتلت ابنتها فجأة وعادت لهم”.
وخلص مورلين إلى أنه “أنا بعيد كل البعد عن إقناع بأن رواية السيدة تشامبرلين برؤية دينغو بالقرب من الخيمة كانت كاذبة” وأنه “إذا كانت الأدلة التي كانت متوفرة أمام اللجنة قد تم تقديمها في المحاكمة، فإن القاضي الحكيم كان سيلزمه بإرشاد هيئة المحلفين ببراءة تشامبرلين”.
في 15 سبتمبر 1988، ألغت محكمة الاستئناف الجنائية في إقليم الشمال بأستراليا بالإجماع جميع الأحكام ضد ليندي ومايكل تشامبرلين. وبعد شهر، نظمت عائلة شامبرلين حفل انتصار للضيوف المدعوين في كافتيريا كلية أفونديل. من بين المدعوين كانوا شهود الدفاع والمحامون، وزوجان تم اختطاف ابنتهما من سيارتهم على يد دينغو، وصحفيون وسياسيون دعموهم خلال محنتهم الطويلة. في خطاب له، أثنى المحامي كين كريسبن على تشامبرلين لكونهم خالين تمامًا من الحقد على المجتمع نتيجة ما جرى لهم.
سافرت عائلة تشامبرلين إلى سيدني لحضور عرض مسبق للفيلم المقتبس عن تجربتهم “صرخة في الظلام”. وصفت ليندي، في كتابها “من خلال عيوني”، الفيلم، الذي استند إلى تقرير جون برايسون الرائع حول القضية، بأنه دقيق بنسبة 95% وقالت إن “لا ممثلة أخرى كانت قادرة” على تقديم دورها بشكل أفضل من ميريل ستريب.
كتبت ليندي تشامبرلين في الصفحات الأخيرة من كتابها عام 1990: “والآن ننتظر، ننتظر أن يدفع إقليم الشمال ما يدين به لنا.” جاء ذلك اليوم أخيرًا بعد عامين عندما تلقت 1.3 مليون دولار تعويضًا من حكومة إقليم الشمال عن السجن غير القانوني.
في فبراير 2012، تم فتح التحقيق الرابع للطبيب الشرعي في وفاة آزاريا تشامبرلين من قبل الطبيب الشرعي إليزابيث موريس. نظرت موريس في دلائل جديدة تتعلق بهجمات الدينغو على البشر، بما في ذلك ثلاث هجمات قاتلة على أطفال منذ التحقيق الثالث، قبل أن تستنتج في رأي أعلنت عنه في 12 يونيو 2012 أن الدينغو كان السبب في مقتل آزاريا.
كتبت موريس: “الأدلة كافية وواضحة ومقنعة ودقيقة بما فيه الكفاية” لـ “استبعاد جميع الاحتمالات المعقولة الأخرى” بخلاف دخول دينغو الخيمة حيث كانت ابنة ليندي ومايكل تشامبرلين الصغيرة تستريح في تلك الليلة منذ ثلاث وثلاثين عامًا.
صرحت ليندي تشامبرلين-كرايتون بالواضح عندما قالت: “هذه المعركة للحصول على الحقيقة القانونية حول سبب وفاة آزاريا استغرقت وقتًا طويلًا.” ومع ذلك، كانت تتعزى بمعرفة أنه “يمكنك الحصول على العدالة عندما تعتقد أن كل شيء قد فُقد.” عبرت ليندي عن أملها في أن وفاة طفلتها ساهمت في إقناع الأستراليين بأن الدينغو حيوانات خطيرة. “نحن نعيش في بلد جميل”، قالت، “ولكنه خطير ونطلب من جميع الأستراليين اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة”.
على الرغم من تغيير سبب وفاة آزاريا في شهادة الوفاة من “غير معروف” إلى “هجوم دينغو”، فإن محامي تشامبرلين، ستيوارت تيبل، يشكك في مدى إمكانية إقناع بعض الأستراليين الذين لا يزالون يلومون ليندي: “لو أظهرت لهم فيديو للدينغو وهو يأخذ الطفل، لن يقتنعوا”.
المصدر: ذا صن، دايلي ميل، سيدني ارشيف المحاكمات